السماحة العادلة

عندما نسلِّم بحقيقة وجود “حق” في هذا الكون وهو الله (عز وجل)، و”خلق” وهو كل ما عدا الله، ونسلِّم بأن “الواحدية والأحدية” لا تكون إلا للحق سبحانه، وأن لكل المخلوقات بعد ذلك صفات التنوع والتعدد والتمايز، وأن هذا من سنن الله الثابتة في كونه، ندرك أنه يلزم لبقاء هذه السنة أن يتعارف المختلفون ويتعايشوا، ويلزموا خُلق “السماحة” باختلاف أجناسهم ومللهم وألوانهم، وإلا حلَّ الصراع ومن ثم فناء التنوع، وهو ما لا يمكن حدوثه إذ ليس لسنة الله تبديلٌ ولا تحويل، فالسماحة وفق هذه الرؤية فريضة وضرورة لا مفر منها.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ولنظرة القرآن الكريم معيار لا يتغيَّر وهو العدل، لذا فقد أسَّس القرآن “للسماحة العادلة”، وطالب المؤمنين بالعدل مع أنفسهم بألا يظلموها، والعدل مع الآخرين، حتى المخالفين منهم، بل ويحذِّرنا من أن يمنعنا كره أحدهم عن أن نعدل معه، وحتى مع المعتدين يكون رد العدوان عادلًا فلا يرد إلا بمثله دون بغي، بل ويؤثر العفو في مواطن كثيرة.

ومنطلق تلك السماحة العادلة هو العدل الإلهي المطلق، فهو سبحانه رب العالمين، كرَّم بني آدم جميعًا، وجعل التفاضل بينهم بالتقوى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾، وبيَّن أنه: ﴿لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَآ أَمَانِىِّ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوٓءًا يُجْزَ بِهِۦ وَلَا يَجِدْ لَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴾.

تعني السماحة اللين والتساهل والعطاء غير المحدود دون انتظار لأي مقابل، وهي في النهج الإسلامي دين ووحي من الله، يرسمه لنا نموذجًا وتطبيقًا نبيه الكريم (ﷺ)، فالسماحة من ثمار هذا الدين العظيم وهي باقية ببقائه حتى تقوم الساعة.

يقف المؤلف في هذا الكتاب على حقيقة السماحة، ومصطلحات الجهاد والقتال والإرهاب ليفصِّل موقف الإسلام منها، ويفنِّد الادعاءات التي يُرمى بها الإسلام بغير ما فيه.

محمد عمارة (1931 – 2020): كاتب ومفكر إسلامي مصري، كان عضوًا بهيئة كبار علماء الأزهر، ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وعضوًا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، وعضوًا بالمعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن، كما كان عضوًا باللجنة التأسيسية لدستور 2012 في مصر، ينتمي إلى المدرسة الوسطية التي يدعوها “الوسطية الجامعة”، ترك إرثًا كبيرًا من الكتب يزيد على مائة وأربعين كتابًا، منها:

الإسلام والثورة.

أزمة العقل العربي.

الحضارات العالمية: تدافع أم صراع.

الجامعة الإسلامية والفكرة القومية.