السمات النفسية المركزية في الأنثى
السمات النفسية المركزية في الأنثى
من المهم أن نعي أن تميز صفة في جنس عن الآخر، لا يعني نفيها عن الآخر، وإنما هو تقرير الزيادة لأحدهما وحسب.
والسمة المميزة للأنثى هي القدرة العاطفية، ويؤثر ذلك في سلوكها وردود أفعالها التي تنطلق من منطلق وجداني، وتلك هي الحالة الطبيعية بالنسبة إلى المرأة، وابتعادها عنها هو النادر، بينما العكس في الرجل الذي يعد ميله إلى المشاعر هو النادر، أو هو “عدول مؤقت عن حالته الطبيعية”، وينشأ عن عاطفة المرأة عدة سمات أخرى تنبثق منها مثل: الميل إلى التأثر بالإيحاء، وسرعة استجابتها لدوافعها، وسرعة التأثر العاطفي ما ينتج عنه تغير في المزاج وتقلب الطبع، وأحيانًا يكون السبب في ذلك التغيرات الجسدية الدورية التي تمر بها.
ومن سماتها الاحتواء والرعاية التي تصرفها في صور شتى على أطفالها ومع زوجها ومع إخوتها، وحتى مع الغرباء، وتلك من أهم سمات المرأة التي تحيل البيوت نعيمًا وراحة وهناء، ولا يفوقها جماًلا إلا سمة الأمومة،وتلك هي الوظيفة المحورية التي تتمركز حولها حياة الأنثى، شعور غريزي وفطري، يشعرها بالتكامل النفسي، وتحقق من خلالها أكبر رسالاتها في الحياة، ولا أهنأ من امرأة ترى أبناءها يشبون أمامها أسوياء، راضية عنهم وهم راضون عنها، فترى أنها حققت ذاتها بإحسانها إليهم، وجدير بالذكر أن الأمومة لا ترتبط بالحمل والإنجاب وحسب، بل قد تعامل المرأة أبناء إخوتها أو طفلًا تبنته بأمومة كاملة صادقة.
الفكرة من كتاب وليس الذكر كالأنثى
يقول الله تعالى في كتابه على لسان امرأة عمران: “وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ”، فما أوجه الاختلاف إذًا؟ وما الحكمة منها؟ وما مدى توافق تلك الفكرة مع الأبحاث العلمية والدراسات النفسية الحديثة؟
عن تلك الأسئلة يجيب الدكتور الخشت متناولًا في طرحه الجانب الفسيولوجي والنفسي والعقلي للرجل والمرأة في العلوم الحديثة، مؤكدًا أن غرض الدراسة ليس المفاضلة بين الجنسين بأي حال من الأحوال، وإنما بيان حال وجمع دلائل الآية الكريمة، فقد ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة من حيث القيمة، وفي ما يتصل بالإنسان من حيث كونه إنسانًا، ثم فرق بينهما في نواحٍ أخرى باختلاف تكوين كل منهما ووظائفه التي أعده الله لها، بما يعلم أنها الأصلح له وللأسرة وللمجتمع ككل، فجعل اختلافهما ليكمل كل منهما صاحبه ويسكن إليه، فينطلقا معًا لمراد الله فيهما على الأرض.
مؤلف كتاب وليس الذكر كالأنثى
محمد عثمان الخشت: كاتب ومفكر وأستاذ جامعي مصري، يشغل منصب رئيس جامعة القاهرة منذ عام 2017، حاصل على الدكتوراه في فلسفة الأديان من جامعة القاهرة، تولى عددًا من المناصب القيادية في نفس الجامعة، منها أنه كان مستشارًا ثقافيًّا فيها، كما كان المُؤسس والمُشرف على مشروع جامعة القاهرة للترجمة، وشغل الخشت منصب المُستشار الثقافي المصري لدى المملكة العربية السعودية، صنفه كرسي اليونسكو للفلسفة ضمن الفلاسفة العرب المعاصرين.
له عدد كبير من المؤلفات في الأديان المُقارنة وفلسفة الدين والفلسفة الحديثة والمُعاصرة، وفي البحوث العلمية وفي السياسة والاجتماع والعلوم الشرعية، وكُتِبت لبحث منهجه ومشروعه الفكري عديد من المؤلفات من كتاب معاصرين.
من مؤلفاته:
مدخل إلى فلسفة الدين.
نحو تأسيس عصر ديني جديد.
المرأة المثالية في أعين الرجال.
مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي: واستراتيجيات إقامة الدولة الفلسطينية.