السمات الشخصية للمرأة المثالية
السمات الشخصية للمرأة المثالية
المرأة المثالية لا تنفصل بسلوكها عن صفاتها الأنثوية التي أودعها الله فيها من رقة ودلال، فقدرتها على الحفاظ على صفاتها الأنثوية وإبرازها تلعب دورًا أساسيًّا في توازن العلاقة بينها وبين زوجها، وهي تراعي الأولويات وتعيد ترتيب أوراق حياتها بما تقتضيه مقومات السعادة الزوجية، ومتى يحدث تعارض بين المنزل وأي مهمة أخرى من عمل أو خلافه.
فإنها تجيد التنازل بأقل الخسائر، فبيتها مثلًا أهم من عملها الخاص، وهي تجيد سياسة التخلي في حال تعارض الأولويات، وإن اختارت أن تصبح ربة منزل، فإنها تأخذ قرارًا مع نفسها باستغلال أوقاتها، وتعمل على اكتساب مهارات جديدة نافعة، كما أن لها عقلية مرنة تُيسر عليها اكتساب أو التخلي عن بعض الأفكار متى يثبت بطلانها.
وهذه الصفة تعكس أيضًا مرونتها الفكرية واستقلاليتها بشخصيتها، حتى مع أقرب الناس إليها مثل أمها، وهذا يعني قدرتها على إدارة شؤون بيتها بمهارة وبمفردها، وهي تحافظ على علاقة طيبة مع أهلها وأهل زوجها، فبذكائها تستطيع أن تأسر قلب حماتها، كما أنها أمينة مخلصة بوجه عام ومخلصة لزوجها بوجه خاص حتى وإن لم تكن تحبه.
فالأخلاق تسبق العاطفة هنا، وإن غاب زوجها فإنها لا تُدخل أحدًا داره بغير إذنه، فهى تدرك المسافة المناسبة بينها وبين جيرانها، لأن كثرة الاختلاط بالجار تُكثر القيل والقال، كما أن تصوراتها واقعية عن الزواج والخلافات الأسرية، فهي لا تتوقع أن تحيا في مدينة فاضلة بل إن الخلافات واردة، وتمتلك قدرًا عاليًا من التفاهم والصبر ما يُمكنّها من استيعاب زوجها.
وهي معطاءة وتفكر في العطاء قبل الأخذ دون أن تبخس نفسها شيئًا، ولا تُفرط في غيرتها لأنها مدعاة للطلاق، كما أنها لا تُفرط في الاعتداد برأيها، وعلى الجانب الآخر فإنها لا تُفرط في اتباع ظل زوجها، فمركز اتزانها داخلي، ولأن الأشياء تُعرف بأضدادها، فإن المرأة المثالية لا تُخفي نواياها أو تكبت مشاعرها.
فإن أنبّها زوجها فإنها تتصرف بحكمة بالغة وتتحدث معه عن أثر كلامه في قلبها؛ لتشعر بالصفاء على الدوام في العلاقة، لأنها تعي أن سكوتها إنما هو بركان خامد قابل لأن يثور في اللحظة المناسبة، كما أنها لا تُطلع الآخرين على الخلافات الزوجية وفي ذلك حفظ لماء وجه زوجها حتى وإن كان مُخطئًا.
الفكرة من كتاب المرأة المثالية في أعين الرجال
لأجل المرأة المثالية يطوف الرجل بلادًا ويسأل ويستخير ويستشير، فهي التي تعيد ترتيب أوراق حياته، وتسمح له بالاتساق مع ذاته ومع الكون، فيغدو منطلقًا في دروب الحياة، فالمرأة المثالية هي المرأة الأم، التي تلد زوجها من جديد.
ولأن عصرنا هذا يضج بالنفسيات المضطربة والأحداث العاصفة، كان مطمع كل رجل أن يجد ضالته في امرأة مثالية، تعينه على نفسه ودينه وحياته، وتحقق له التوازن الداخلي والخارجي، وفي هذا الكتاب يقدم المؤلف مختصرًا لسيكولوجية المرأة لا غنى عنه لأي زوجة صالحة، إذ يقف على الشروط الواجب توافرها في المرأة التي تنشد الكمال وتسعى لبيت عامر بالسعادة.
مؤلف كتاب المرأة المثالية في أعين الرجال
د. محمد عثمان الخشت: أستاذ فلسفة الدين والمذاهب الحديثة والمعاصرة ورئيس جامعة القاهرة، يتميز أسلوبه بالجمع بين المنهجية العقلية والإيمانية، وله عديد من الإسهامات الرائدة الأكاديمية والإدارية، ويُعد الخشت رائدًا لفلسفة الدين في العالم العربي، وكُرِّم في عديدٍ من المحافل العربية والدولية على مدار أربعة عقود.
له عديد من المؤلفات التي تُدرَّسُ في المقررات الجامعية، وتتناول أصول الدين، ومقارنة الأديان، وعلم الحديث وغيرها من المجالات الواسعة، صدر له عدد من الكتب، منها “حركة الحشاشين”، و”مدخل إلى فلسفة الدين”، و”للوحي معانٍ أخرى”، وغيرها من المؤلفات العديدة.