السلوك الثاني والثالث
السلوك الثاني والثالث
وبعد التوقف عن تخمين سبب المشكلة ننتقل إلى السلوك الثاني وهو استشعار المشكلة، وبهذه الخطوة ستكوّن رؤية شاملة عن المشكلة تجعلك تقترب كثيرًا من حلها، وستقتحم ميدان المشكلة وتراها وتجمع بعض المعلومات والبيانات الهامة بالنسبة إليك والأسئلة التي تدور في رأسك نحوها، مثل: متى تحدث المشكلة؟ ومتى لا تحدث؟ ومتى يبدأ حدوثها؟ وكم عدد مرات تكرار المشكلة؟ وعلى هذا المنوال ابحث عن إجابة لأي سؤال من شأنه أن يساعدك في الوصول إلى فهم المشكلة، فالأمر يشبه عملية تشخيص الطبيب للمرض عندما يستخدم السماعة أو يقيس الحرارة أو يسألك عن آخر شيء قد تناولته، وإن احتاج إلى بعض الأشعة والتحاليل طلب منك إحضارها قبل أن يفكر في ماهية الدواء أو طريقة العلاج.
وفي أثناء استشعار المشكلة حاول أن تصحب معك دفترًا للملاحظات وضع فيه إجابات أسئلتك، ولكن ليس الهدف هو جمع قدر كبير من المعلومات، فقد يكون أغلبها غير هام، ومن ثم قد تقع في فخ تخمين سبب المشكلة، الهدف الحقيقي هو تكوين تصوّر شامل عن ماهية المشكلة وحسب، ويمكن تكرار عملية استشعار المشكلة كلما طرأ عليك استشكال تود معرفته.
وخلال استشعارك للمشكلة قد تجد أمورًا تجهلها ولا تفهم كيف حدثت، وإذا واجهك الخوف جراء جهلك بالأمر وعدم الاعتراف به أمام نفسك أو الاعتراف أمام الآخرين، فستظهر بمظهر الغبي أو الجاهل، وقد يؤدي بك ذلك الخوف من الاعتراف بالفشل إلى التظاهر بالمعرفة، مما سيقلل فرصتك في التعلّم، وسيبعدك بالتبعية عن حل المشكلة، ومن هنا تأتي أهمية السلوك الثالث الذي يقول: “لا تخف جهلك”.
وفي الحقيقة لا أحد يمتلك المعرفة الكلية تجاه الأشياء، والاعتراف بالجهل وطرح الأسئلة وإن كانت بدهية ربما يُحطم فرضيات ويُتيح وجهات نظر جديدة بديلة منها، وكذلك فإن الاستفادة من خبرات الخبراء بالمجال وبناء ثقة مشتركة معهم يساعد على الاقتراب من سبب المشكلة أكثر.
الفكرة من كتاب توقف عن التخمين: 9 حالات واقعية لحل المشكلات اليومية
في عالمٍ ملِيء بالمشكلات المتنوعة منها السهل والصعب، ربما تواجه مشكلة تعطل جهاز ما أو مشكلة بقطاع العمل أو في حياتك الشخصية.
بالنسبة إلى المشكلات السهلة فلا تحتاج سوى إلى بعض التخمين وتجربة بعض الفرضيات، ولا تتطلب مجهودًا كبيرًا، ولكن إذا طبقت سلوك حل المشكلات السهلة على المشكلات الصعبة، أصبح حل المشكلة الصعبة مستحيلًا وقد تؤول الأمور إلى الفشل وإهدار الوقت والمال وينتهي بك الأمر إلى الاستسلام والتعايش مع المشكلة، إذًا كيف نحل المشكلات الصعبة ونمتلك مهارة حل المشكلات؟
سنعرف مع الكتاب 9 سلوكيات من شأنها مساعدتنا في حل المشكلات والتغلب على التحديات.
مؤلف كتاب توقف عن التخمين: 9 حالات واقعية لحل المشكلات اليومية
نات جرين : رجل أعمال ومُفكر ومُؤلف، وُلِد ونشأ بهونج كونج، حصل على درجة الماجستير في الهندسة من جامعة أوكسفورد ودرس التصميم والتصنيع والإدارة في جامعة كمبريدج، وكذلك حضر دورات دراسية للتعليم التنفيذي في برنامج إدارة الرئيس في كلية هارفارد للأعمال، ومؤسس Stroud international لمساعدة رواد الأعمال على تحديد وحل المشكلات الصعبة.
له مؤلفات عدة، من أشهرها:
Variable Analysis: A Problem Solving Method to Help You Stop Guessing and Solve the Hardest Problems.
Wedged: How You Became a Tool of the Partisan Political Establishment, and How to Start Thinking for Yourself Again.
معلومات عن المُترجم:
عاصم فاروق صالح: مترجم وكاتب محتوًى مصري، حصل على ليسانس الآداب من جامعة بني سويف، ودبلومة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة (AUC – School of Continuing Education).