السلوك الإدماني لدى المراهقين
السلوك الإدماني لدى المراهقين
يعلم الجميع أن المراهقين متهورون وأكثر عرضة للمجازفة والإدمان، فالمراهقة هي المرحلة التي ينفصل فيها المراهق عن الراحة والأمان لدى الوالدين؛ لكي يستكشف العالم ويجد الاستقلال، ولأن القشرة الدماغية الجبهية لديهم غير مكتملة النمو، فتحدث لديهم مشكلة في أن يروا أو يفهموا نتائج تصرفاتهم، ومن ثم يكون من الصعب عليهم قياس الأضرار المحتملة الحدوث، والمراهق سريع التأثر بقوة الإيحاء، التي أصبحت موجودة الآن بنقرة إصبع عبر جهاز الحاسوب، وعلى عكس الأجيال الأخرى ليس على المراهق اليوم إلا أن يرسل رسالة نصية عبر هاتفه الذكي، ليحصل على مدخل فوري لأحد مصادر العقاقير الممنوعة.
كيف يحدث سلوك الإدمان؟ تبين أن الإدمان شكل خاص من أشكال الذاكرة، ويحدث الإدمان لأن ما ندمنه يُنشط المشابك العصبية بقوة، ما يتسبب في إطلاق مزيد من الدوبامين وهذا يعزز شعور الرغبة في دماغ المراهق أسرع من دماغ البالغ، والحقيقة أن المراهقين يدمنون أي مادة أسرع من البالغين، كما يجدون صعوبة كبيرة في التخلص من تلك العادة، ولأن دماغ المراهق أكثر مرونة، وتقبلًا للتعلم، فإنه لسوء الحظ أكثر عرضة للإدمان، وتختلف الأنواع التي يدمنها المراهقون ما بين تدخين للسجائر، والتبغ، والمارجوانا، والاكستاسي، ولكن جميع تلك المواد الإدمانية تؤثر في دماغ المراهق بشكل أخطر من البالغ، بل وتترك أثرًا بالغًا داخل دماغه غير المكتمل النمو، وتزيد من فرص إصابته بالأمراض النفسية من ذهان، وفصام، وتقلل من معدل ذكائه.
إن من أحد أهم الأمور التي يمكنك فعلها بوصفك والدًا أو مربيًا لمساعدة المراهق على تجنب الاستسلام الفوري لرغبته هو مساعدته على تخيل التكلفة مقابل المنفعة، لأنه من الصعب عليه النظر إلى المستقبل لأن دماغه غير مجهز للتفكير في العواقب البعيدة الأمد، وذكر ابنك المراهق بأهدافه والأشياء الثمينة لديه التي سيخسرها إن تعاطى المخدرات، ويجب على الآباء والمدرسين البقاء متيقظين لعلامات الإدمان التي تظهر على المراهق من: انسحاب، وتغيرات مفاجئة في الشهية وعادات النوم، والتوتر، وانعدام النظافة الشخصية، وإن لاحظت أي أعراض على سلوك ابنك الإدماني عليك التحدث معه ورؤية طبيب، فالإدمان قضية طبية وليس مجرد سلوك جانح، وهو مرض يمكن العلاج منه.
الفكرة من كتاب دماغُ المُراهِقين.. دليل علمي لرعاية المراهقين والشباب
هناك العديد من الشائعات والمفاهيم الخاطئة التي تُنسج حول المراهقين، فمن منا لم يسمع عبارات من قبيل أن المراهقين مندفعون وعاطفيون؟ أو أنهم متمردون ولا يرغبون بأن تكون لأحد سلطة عليهم؟ ولكن كل هذا خطأ، فدماغ المراهقين يمر بمرحلة خاصة من التطور؛ نحن فقط لم ندرسها بشكل موسع.
وهذا الكتاب جاء ليقدم الصورة الواضحة عن المراهقين، وطريقة عمل أدمغتهم، فهم ليسوا مخلوقات فضائية صعبة الفهم، بل فقط أدمغتهم لم يكتمل نموها بعد، وسيكون هذا الكتاب دليلك للتعرف على المراهقين، ومعرفة آلية عمل أدمغتهم، وكيفية تفكيرهم في الأمور، وكيف أثر فيهم الغزو الرقمي، وكيف تؤثر فيهم المخدرات، كما ستشرح الكاتبة كيف تتعامل مع ابنك في مرحلة مراهقته، وبنهاية قراءتك للكتاب ستكون مدركًا لحدود المراهقين، وستعرف ما بوسعك فعله لتقدم لهم الدعم والنصح والإرشاد.
مؤلف كتاب دماغُ المُراهِقين.. دليل علمي لرعاية المراهقين والشباب
فرنسيس جينسين : كاتبة، وطبيبة، وعالمة أعصاب، وخبيرة دولية معروفة في تنمية الدماغ وبخاصة لدى المراهقين، وهي أستاذة ورئيسة قسم علم الأعصاب في كلية الطب “بجامعة بنسلفانيا”، وأجرت العديد من الأبحاث والدراسات حول طريقة نمو الدماغ من فترة ما بعد الولادة وحتى البلوغ، كما تقلدت العديد من المناصب مثل: “أستاذة علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة هارفارد، ومديرة قسم علم حركة الأعصاب، ومديرة بحوث الصرع في مستشفى بوسطن للأطفال”، وقدمت العديد من المحاضرات حول الدماغ على نطاق واسع؛ مستفيدة من خبراتها العلمية والأسرية لكونها أمًّا لولدين، وكتاب دماغ المراهقين هو الكتاب الوحيد من أعمالها الذي تم نشره، وقد نال شهرة واسعة.
آمي إليس نات : كاتبة في مجال الصحة والعلوم في “صحيفة واشنطن بوست”، وفازت بجائزة “بوليتزر | Pulitzer” لعام 2011 عن سلسلة كتبها “حطام السيدة ماري | The “Wreck of the Lady Mary، وتخرجت في كلية سميث بشهادة البكالوريوس في الفلسفة واللغة الإنجليزية، وتحمل أيضًا شهادتي ماجستير من معهد ماساتشوستس في الفلسفة، وجامعة كولومبيا في الصحافة.
ومن أبرز أعمالها :
Shadows Bright as Glass
Brain Hacking.
معلومات عن المترجم :
معن الكشك: مترجم لدى الدار العربية للعلوم ناشرون، ترجم العديد من الروايات “للكاتب جو نيسبو”، منها: “رجل الثلج”، و”الشبح”، و”الشرطة”.