(السلوكيات) الخاطئة التي ينتج عنها داء إرضاء الآخرين
(السلوكيات) الخاطئة التي ينتج عنها داء إرضاء الآخرين
يعد السلوك ثاني ضلع من أضلاع المثلث، وتقع المشكلة فيه عندما يتحول من مجرد سلوك طبيعيّ إلى مرحلة من الإدمان، فمريض داء إرضاء الآخرين يسعى إلى نيل الاستحسان أو التقدير أو القبول من الآخرين دائمًا ولو على حساب مبادئه وراحته، أو يسعى إلى نيل الأصعب من ذلك وهو انتهاج الشخص هذا السلوك، ليتجنب به أي استنكارٍ أو نقدٍ أو رفضٍ لذاته أو تصرفاته، وهذا تحديدًا ما يضخّم المشكلة ويحولها إلى إدمان فعلي.
والرغبة في الاستحسان أو الحب من الآخرين هي حاجة فطرية طبيعية، ولكن كون هذه الرغبة تمثل للمصاب أهميةً كأهمية الماء للحياة، فلا شك أن ذلك خطرٌ عليه وسيعرضه دائمًا للخذلان والانتكاس، إذ إن قيمته في الحياة ترتبط بشكلٍ أساسيّ بما يتلقاه من الآخرين سواء كان قبولًا أو رفضًا.
ويجدر الإشارة إلى أن داء إرضاء الآخرين ليس بسلوكٍ فطري يولد به الشخص دون تدخلٍ من الأهل بتعليمهم إياه كالزحف أو المشي، وإنما هو سلوكٌ مكتسب يتعلّمه، ربما بشكلٍ غير مباشر من المحيطين به، أو ما نسميه التعلم من خلال “القدوة”، بتقليد الشخص لأفعال أناسٍ مهمين بالنسبة إليه، كالأب أو الأم أو أحد أفراد بيئته التي تحويه، وغالبًا ما يكون الوالدان هما الدافعان للشخص ليكون مصابًا بهذا الداء من دون وعيٍ منهما، وذلك من خلال الحب المشروط الذي يتعاملان به مع أطفالهما، فتختلط عند الطفل قيمته كإنسان بصحة سلوكياته من عدمها، وغالبًا ما يكبر الطفل وتكبر بداخله هذه القناعة المدمرة التي تؤثر في تعاملاته وقراراته وبخاصة مع الجنس الآخر، مما يعرضه لكثير من الأضرار النفسية وربما الجسدية أيضًا، ويجعله عرضة للابتزاز والسيطرة من الآخرين.
الفكرة من كتاب داء إرضاء الآخرين.. مداواة متلازمة داء إرضاء الآخرين
من منّا لم يقع يومًا في فخ السعي وراء إرضاء غيره على حساب نفسه؟ كثير منّا قد وقع في هذا الفخ وربما ما زال عالقًا فيه لا يستطيع الخروج منه، ومع اعترافك بسلبية هذا الأمر، وشعورك بالسوء تجاه التصرفات التي تصدر عنه، هل تساءلت يومًا لماذا أتصرف بهذا الشكل؟ وهل يمكنني أن أتوقف عن التصرف بهذه الطريقة؟ وكيف السبيل إلى ذلك؟
هذا ما يدور حوله الكتاب وما تناولته الكاتبة بالبحث؛ راغبةً في مساعدة كل من ينوي ويبحث عن سبيلٍ يخلّصه من تلك العادة.
مؤلف كتاب داء إرضاء الآخرين.. مداواة متلازمة داء إرضاء الآخرين
هاريت بي. برايكر: كاتبة حاصلة على رسالة الدكتوراه، عملت اختصاصية نفسية في مجال علم النفس، ومستشارة إدارية لمدة تجاوزت خمسة وعشرين عامًا بمدينة لوس أنجلوس، تميّزت في مجال الخطابة في مجالاتٍ مختلفةٍ ومتنوعة، على رأسها المجالات التي تتعلق بقضايا المرأة، وقد وظفت ذلك من خلال الكتابة في مجلاتٍ عدة أيضًا، وحصدت كثيرًا من الجوائز عن كتاباتها، فقد ألفت عديدًا من الكتب في مجال علم النفس، وأصبحت كتبها من الكتب الأكثر رواجًا ومبيعًا، ومن هذه المؤلفات:
من يشد خيوطك؟ كيف تكسر دائرة الاستغلال وتستعيد السيطرة على حياتك.
The Type E Woman: How to Overcome the Stress of Being Everything to Everybody.
Getting Up When You’re Feeling Down.