السلطة السياسية
السلطة السياسية
الإنسان مدني بطبعه، لذا يميل إلى العيش وسط جماعات، ولأجل الحفاظ على النظام العام من تعقد الحياة الاجتماعية وزيادة عملية التخصص وتقسيم العمل نشأ عن ذلك ثمة تضارب بين المصالح الخاصة أحيانًا والمصلحة العامة للجماعة، مما تطلَّب نشأة ما يسمَّى بالعقد الاجتماعي اللاإرادي بين الأفراد، ومع التطور الحاصل في الحياة الاجتماعية نشأت الدولة بمفهومها المعاصر ونشأت معها سلطتها السياسية التي تكفل الحفاظ على استمرارية هذا العقد بين الأفراد.
فالسلطة في الأصل علاقة غير متكافئة بين طرفين، أحدهما يملك امتيازًا ما تجاه طرف آخر مما يخوله فرض هيمنته عليه، وفي الواقع المعاصر أصبحت السلطة السياسية والدولة وجهين لعملة واحدة، ولها الامتياز المطلق عبر مؤسساتها المختلفة (المجالس التشريعية) في تشريع القوانين التي تنظم العلاقة بين الأفراد في المجتمع، كما تملك الحق أيضًا في استخدام القوة المفرطة (الشرطة، الجيش..) وإكراه الأفراد إن تطلَّب الأمر لحملهم على الالتزام بالقانون.
ولكن يلاحظ أن الدولة لا تستطيع باستخدام القوة وحدها أن تسوس محكوميها، لذلك تعددت أنواع المنطق السياسي السائد في المجتمعات المختلفة، ما بين السلطة التقليدية التي يتم منحها لزعيم القبيلة أو رب البيت مرورًا بالسلطات القانونية التي تستند إلى السلطة التي يخوِّلها القانون لبعض الأفراد، كما توجد بعض السلطات الأخرى التي قد تنبع من معايير شخصية كالكاريزما وقوة التأثير، ولكن يجدر القول إن هذا التقسيم هو إلى الناحية النظرية أقرب منها إلى الواقع العملي، ذلك أن ظاهرة السلطة في حد ذاتها يمكن أن يجتمع فيها العديد من الأسباب في وقت واحد، ورغم أن السلطة السياسية كانت امتيازًا يتم منحه فقد أصبحت اليوم مهنة ويُدفع رواتب للمشتغلين بها وقد يتم استغلالها بصورة سيئة لتحقيق مصلحة خاصة.
الفكرة من كتاب الدروس الأولى في علم الاجتماع
يطوف بنا هذا الكتاب في دراسة العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، وكيف تتشكَّل الشخصية الجمعية المميزة لكل جماعة عن غيرها، كما يلمس أهم المواضيع الاجتماعية المعاصرة كالثقافة والتنشئة الاجتماعية، والسلطة السياسية وما يتعلَّق بصناعة الرأي العام وكيف يتشكَّل، إلى غير ذلك من القضايا المهمة.
مؤلف كتاب الدروس الأولى في علم الاجتماع
فيليب ريتور: أستاذ وباحث بعدة جامعات ومعاهد فرنسية، له العديد من الكتب والدراسات في علم الاجتماع، لا سيما الكتب التي تُعرَف بفرع السوسيولوجيا، وعُرِف الكاتب أكثر بانشغاله حول سوسيولوجيا التواصل السياسي.
له كتابان: الدروس الأولى في علم الاجتماع، وسوسيولوجيا التواصل السياسي.