السلبي اللطيف
السلبي اللطيف
هو الشخص الذي ينساق ولا يتصادم مع أحد، ينقاد ولا يقود، ويتقبَّل ما يفعله ويقوله الطرف الآخر بلا أي محاولة لتغييره، ويراعي شعور الآخرين على حساب نفسه، ويعاني عقدة المجتمع، فصورته أمام المجتمع أهم من صورته أمام ذاته، وهذا لأنه في طفولته سمع كلمات تعزِّز قيمة المجتمع على حساب رأيه، يخاف من قول كلمة “لا” لأنه يظن إذا رفض طلبًا سيفقد رضا ذلك الشخص، وكلمة “لا” بالنسبة له تعني أنه سيجرح مشاعر من أمامه ويخذله، ويعتقد في كل الحوارات أنه مضطر إلى تلطيف الجو بالسخرية، والابتسامات والمجاملات الزائفة، ويشعر بأنه عبء ثقيل على أي شخص لشعوره بعدم الاستحقاق، ولذا يكون في حالة خوف دائم ألا يتقبَّله الطرف الآخر.
يعاني السلبي اللطيف من التبلُّد الشعوري، فلا يستطيع التفرقة بين ما يعجبه وما لا يعجبه، ولا يعرف كيف يعبِّر عن شعوره الحقيقي، ودائمًا ما يشعر أنه إذا طلب أي خدمة من شخص آخر سيكون حملًا عليه، ولذا نادرًا ما يطلب المساعدة من أحد، وإن قدَّم له أحد المساعدة يظل ممتنًّا، ويخضع لجميع طلباته المستقبلية، ويجب أن يسأل كل شخص سلبي لطيف نفسه هل مراعاته لشعور الناس على حساب نفسه ستجعله سعيدًا؟ وعندها سيدرك أنه بذلك يصبح سجينًا لما يريده الآخرون، ويقول الفيلسوف “سارتر” إن سر خسارتنا لأنفسنا هو في اكتراثنا لصورتنا أمام الآخر.
ويجب على السلبي اللطيف أن يتعلم قول “لا”، وذلك عن طريق: عدم الموافقة على ما يطلب منه بسرعة، والرد بكل صراحة بأنه يحتاج وقتًا للتفكير، فلا تقم بتبرير رفضك للآخرين، ولا تختلق أعذارًا كاذبةً، واعلم أن التبرير لغة الضعفاء، وتعلَّم أن تُغيِّر الموضوع، وتنهي الحوار بلا خجل، أو شعور بالذنب، وعامل نفسك كقيمة عالية، حتى لو وقعت في الأخطاء، فأنت لست مثاليًّا، ومعاملة حاجاتك كضرورة ليست من الأنانية في شيء، ولا تقم بالاعتذار إلا إذا أخطأت، واعتذر مرة واحدة بصدق، واعلم أن التخلُّص من نمط السلبي اللطيف رحلة مجهدة، ولكن وعيك بما تعانيه أكبر حل لإغلاق تلك الفجوة.
الفكرة من كتاب عقدك النفسية سجنك الأبدي
يمتلك الجميع مخاوف تسيطر على حياتهم، ربما تتحوَّل إلى عقد إن لم يفهموها ويحاولوا الخلاص منها، والعقد النفسية هي بمنزلة سجن للذات، تجعلك تكبت مشاعرك، وآراءك، وتخشى البوح بها لأحد، ومن خلال صفحات هذا الكتاب ستعرف العقد النفسية، وتفهمها وتحلِّلها لتعرف أيًّا منها تعاني، كما سيعرض الكتاب كيف تشوَّهت مفاهيم الرجولة في المجتمع، والصراع الذي تمر به الأنثى، وكيف تم تلقيننا الموروثات والمعتقدات لنصبح نسخة من الأبوين، كما ستجد شرحًا مفصلًا لأساليب التحاليل والتلاعب العاطفي في العلاقات، وستعرف ما عقدة الطفل والخضوع والاستحقاق، وسيتحدَّث الكتاب عن الموضوع الشائك؛ الجنس والتحرُّش الجنسي، وستجد إجابة عن تساؤلاتك مثل: كيف تعرف شغفك وتكون واقعيًّا؟ وكيف تفكِّك عقدك وتسحق مخاوفك؟ ولذا استعد لخوض رحلة البحث عن ذاتك وفهمها والتحرُّر من قيودك داخل صفحات هذا الكتاب.
مؤلف كتاب عقدك النفسية سجنك الأبدي
يوسف الحسني: اسمه الكامل “يوسف خالد فؤاد حسن”، وشهرته: “يوسف الحسني”، وهو طبيب، ومحلل، ومفكر حر، ومعالج نفسي كويتي، حاصل على بكالوريوس طب عام وجراحة من جامعة الكويت، ومتدرِّب بالعلاج السلوكي الإدراكي في معهد بيك بالولايات المتحدة الأمريكية، ومعتمد بالتحليل النفسي -امتياز مع مرتبة الشرف- في المملكة البريطانية المتحدة، وباحث في الطب النفسي الإكلينيكي، ومستشار تطوير الذات في البورد العربي، ويعتمد على المنهج التحليلي لاستعراض ما يعانيه المرضى خلف أبواب العيادات بأسلوبه الشخصي (التحليل النفسي الطبي الواقعي)، ولديه مدوَّنة على الإنترنت ينشر عليها مقالاته، ويعد كتاب “عقدك النفسية سجنك الأبدي” هو الكتاب الوحيد المنشور من أعماله حاليًّا.