السلام النهائي.. الأمريكيون أدرى بمصالحنا
السلام النهائي.. الأمريكيون أدرى بمصالحنا
بقيت المنطقة هادئة نسبيًّا لفترة من الزمن بعد حرب 1973، لقد حل شيء يطلق الجميع عليه سلامًا حتى لو لم يكن كذلك، ولكنه كان مرضيًا لمن يمسكون الخيوط من أعلى.
لقد تغيرت الأوضاع وأصبحت الحرب بين القوى الكبرى يحكمها الاقتصاد أولًا، وكان على الأمريكيين أن يضمنوا انتصارهم القاطع من هذه الناحية، وكالعادة كان الطبق الذهبي يتراءى أمامهم ولكنه هذه المرة ينضح عن آخره بالنفط العربي، ولا يحجزهم عن ابتلاعه غير بعض الترتيبات للجيش الأميركي، لكن ما السبب الذي يجب تقديمه للعالم ويكون مقنعًا كفاية ليُفسر عبور الجيش الأمريكي للمحيط؟ كان على صدام أن يُقدم لهم هذه الخدمة الأخيرة ، أمريكا جاءت به من البداية وصنعت ذلك الشيطان وتركته لأكثر من عقدين ثم أتت كالملاك لتنتزعه، ولتبقى هناك قليلًا لتضمن _يا للسخرية_ سلامة العرب الذين نزل عليهم الخبر الصاعقة، فهم منذ عقد قد بسطوا السلام على أراضيهم، وهم الآن إما بين البحث عن المال في كل شيء وإما الحديث في أشياء يُستحسن أن تكون بعيدة عن الحروب.
هذان بلدان في المنطقة ليست إسرائيل منهما، فلم يغزو أحدهما الآخر؟ والسبب الأكثر عجبًا تلك الليونة التي سقطت بها الكويت، لقد أُنفقت الملايين على هذا الجيش ليصبح قادرًا على فعل شيء ولكنه لم يفعل، وأهل البلاد تركوها هرعًا إلى كل مكان عدا صوب الجيش الغازي الذي لم يجد أمامه إلا المدن الخاوية.
ليس أيسر من إلقاء نظرية المؤامرة على أي تحليل يحتوي على درجة ما من التشابك، إن من المشروع في عالم اليوم لكل دولة أن تبحث عن مصالحها بكل الطرق مهما كانت دنيئة أو ظالمة لآخرين، وتسمية هذه الممارسات بالمؤامرة ما هو إلا قصر نظر دللت عليه أحداث تاريخية عديدة، وعلى كل لقد كانت تلك السياسة من الولايات المتحدة بلا داع، لقد كانت الأمور أيسر من ذلك وكان العرب جاهزين للتعاون والدفع بأي شيء للإبقاء على ما يسمونه عملية السلام، لقد رأى الإسرائيليون استعداد الحكام العرب بل وحماسهم للتعاون، وقدروا أن الوقت قد حان بالفعل للقبض على كل شيء مقابل لا شيء للعرب والفلسطينيين وسيراه العرب كافيًا.
الفكرة من كتاب المثقفون العرب وإسرائيل
إن التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي والحركة الصهيونية باعتبارها مجرد مرحلة عابرة في تاريخ حروب مصر الطويل هو سطحية متعمدة لا ينبغي إحسان الظن بها، يحدثنا الدكتور جلال أمين عن تعريف النصر والهزيمة وعن طبيعة الحروب التي دخلها العرب منذ بداية الصراع، ويحاول إيجاد تفسيرات جديدة لتلك الهزائم التي ربما لم يرد أحد وحتى نحن أن ننتصر فيها، ويتطرق أيضًا إلى هذا النوع من المثقفين الجدد وكيفية تعاطيهم مع الدعايا الإسرائيلية، أو حتى مبادراتهم المبتكرة في تلك السوق التي لا تترك لأحدهم مجالًا حتى ليستر نفسه.
مؤلف كتاب المثقفون العرب وإسرائيل
جلال أمين، وُلد عام 1935م، هو ابن الاديب والمفكر المصري أحمد أمين وواحد من أهم الكتاب والمفكرين المعاصرين، تخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة ونال درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة لندن، عمل أستاذًا للاقتصاد بكلية الحقوق جامعة عين شمس والجامعة الأمريكية بالقاهرة، كان مهتمًّا في كتاباته بالجانبين الاجتماعي والاقتصادي ورصد التغيرات التي تجري للمصريين في هذين الجانبين، ومن أهم كتبه:
خرافة التقدم والتخلف.
ماذا حدث للمصريين؟
عصر الجماهير الغفيرة.