السلاح الصيني

السلاح الصيني
واجه تيك توك العديد من المشكلات الدولية، فتجد الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب يصفه بأداة تجسس صينية، ومع أحداث طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 بدأت المزيد من الدعوات بوجوب حظره لأنه يساعد على ترويج الرواية الفلسطينية، وهناك أخبار كثيرة عن تيك توك وعلاقته بالصين، لذلك دعنا نقسم مشكلات التيك توك الدولية ثلاث مشكلات رئيسة، أولاها مشكلة جمع البيانات، وأمر جمع بيانات المستهلكين الشخصية وتحديد أذواقهم وميولهم وتعقّبهم على مدار الساعة ليس جديدًا في وسائل التواصل الاجتماعي بهدف استغلالها في صناعة التسويق والإعلانات، وأكثر الدول قدرة على جمع البيانات هي أمريكا، التي ليست لديها مشكلة في جمع تطبيق تيك توك للبيانات، ولكن المشكلة تكمن في أنه يجمعها لصالح الصين وليس لصالحها، وأنها تحت قبضة الحزب الشيوعي الحاكم في الصين.

أما المشكلة الثانية حول تيك توك أنه يُغيّر التوجهات السياسية ويتلاعب بالرأي العام، ففي الصين نفسها أسهم التطبيق في تقليل انتشار بعض الأحداث السياسية الهامة، مثل: أحداث ميدان تيانانمن 1989، والنزاع حول تايوان، وقمع مسلمي الإيغور، ومعارضة سياسات الحزب الشيوعي، وفي أحداث طوفان الأقصى، سنجد أن تيك توك سمح للمحتوى الفلسطيني بالانتشار، إذ إن الهاشتاجات الداعمة لفلسطين على تيك توك 15 ضعف الهاشتاجات المؤيدة للصهاينة، وحدث الأمر نفسه في الحرب الروسية الأوكرانية، فكما حُوصر المحتوى الداعم لروسيا على فيسبوك وغيرها من المنصات، أسهم تيك توك في منع أي بروباجندا مضادة قادمة من الغرب قد تؤثر في ولاء الشباب الروسي، وذلك بسبب الاختلاف بين الموقفين الأمريكي والصيني، وبذلك ظهر في الساحة سلاح ناعم يعتمد على هرمون السعادة قد يؤدي إلى الدمار الشامل ينطلق من مجرد تطبيق صغير على هاتفك.
وآخر مشكلة متعلقة بتيك توك هي المحتوى غير الأخلاقي، فلا تستغرب إذا أخبرتك أن لتيك توك نسخة في الصين تختلف عن باقي نسخ العالم تسمى بـ”Duoyin”، ولها خوارزميات وفرق عمل مختلفة، ولها شروط أكثر صرامة، إذ إن لديه خاصية تمنع من تقل سنهم عن 14 عامًا من فتح التطبيق أكثر من 40 دقيقة يوميًّا، ويقدم إليهم محتوى نافعًا مثل التجارب العلمية والمتاحف، وتحذف السلطات الصينية أي محتوى يتسبب في فساد الشباب أو أي محتوى مبتذل.
الفكرة من كتاب متلازمة تيك توك: كيف يغير تطبيق واحد العالم من حولنا؟
تطبيق تيك توك، ليس كباقي التطبيقات على جوالك أو جوالات أصدقائك، فبعض الدول كالهند وباكستان والصومال قد حظرته داخل بلادها، وحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حظره في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب مخاوف على الأمن القومي، وفي معركة طوفان الأقصى اعترف الاحتلال الإسرائيلي بصعوبة موقفه الدولي خصوصًا على منصة تيك توك!
مهلًا مهلًا، أليس التطبيق عبارة عن بعض الأغاني وبعض الرقص والتكبيس، وبعض المقالب والتحديات، وبعض المحتوى الترفيهي والتعليمي، وهكذا هو الأمر؟ أليس أيضًا أداة للنجاح والشهرة السريعة؟ فما علاقته بالحرب السياسية بين الإدارة الأمريكية ونظيرتها في الصين؟ ولماذا هذا الحظر من دول شرقية وغربية؟ وما آثاره النفسية والاجتماعية؟ وكيف غير تصورات المستخدمين ذهنيًّا ودينيًّا؟ وما مخاطره الحقيقية؟ وكيف له أن ينتشر كل هذا الانتشار ويُغير العالم؟ هذا ما سنعرفه في هذا الكتاب.
مؤلف كتاب متلازمة تيك توك: كيف يغير تطبيق واحد العالم من حولنا؟
إسماعيل عرفة: كاتب وصيدلي مصري، تخرَّج في كلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية في عام 2018م، وهو باحث ومترجم مهتم بقضايا الإلحاد الجديدة والشبهات حول الإسلام، له عديد من التقارير والمقالات في عديد من المنصات المهتمة بالقضايا العقدية والفكرية. له مؤلفات عدة، من أشهرها:
رسائل ما قبل الانتحار.
الإباحية الجنسية: حان وقت سداد الفاتورة.
عصر الأنا: كيف تنتشر الفردانية بين الشباب العربي؟
لماذا نحن هنا؟ تساؤلات حول الوجود والشر والعلم والتطور.
الهشاشة النفسية: كيف صرنا أضعف وأكثر عرضة للكسر؟