السفرُ عبر الزمنِ تحدٍ كبير، ولكنه لا يَخرِقُ قوانينَ الفيزياء
السفرُ عبر الزمنِ تحدٍ كبير، ولكنه لا يَخرِقُ قوانينَ الفيزياء
تتنبأُ نظريةُ أينشتاين “النسبيةِ الخاصة” بإمكانيةِ السفرِ عبرَ الزمن، أي أنَّ سرعةَ المركبةِ الفضائيةِ إذا ما قاربت سرعةَ الضوء، فسينكمشُ المكان؛ وبالتالي ينكمشُ الزمانُ، نسبةً إلى الأجرام ِذاتِ السرعاتِ الأقل؛ كما حدثَ مع رائدِ الفضاءِ الروسيِّ “سيرجي افدييف”، الذي دارَ حولَ الأرضِ في سبعمائةٍ وثمانيةٍ وأربعينَ يومًا، بسرعةِ ٢٧ ألفَ كيلو مترٍ في الساعة، وبهذا قد سافرَ بنسبةِ اثنين من مئة في المئة من الثانيةِ إلى المستقبل.
السفرُ للماضي أكثرُ صعوبةٍ؛ ولكنه ممكنُ الحدوثِ إذا ما عثرنًا على مَمَرٍ دوديٍّ يربِطُ بينَ مكانينِ مختلفين، وبالتالي يمكننُا العودةُ في الزمان؛ لأنَّ المكانَ والزمانَ متشابكينِ طبقًا للنظريةِ النسبية، ولكن مشكلةُ الطاقةِ السالبةِ تظلُّ عقبةُ كبرى.
أيضًا، آلاتُ الحركةِ المستدامةِ كانت ومازالت الحلمَ الذي يراودُ الكثيرَ من المخترعين، فلينواردو دافنشي ونيكولا تيسلا اعتبرا قمةَ الاختراعات هي آلةٌ، حركتُها مستدامة، تُـنتِجُ طاقةً أكبرَ من استهلاكها.
طِبقًا لقوانينِ الديناميكا الحرارية، من المستحيلِ صناعةُ آلةٍ حركتُها مستدامة؛ لأنَّ الأشياءَ تستهلكُ أكثرَ مما تنتجُ من طاقة، ولكنَّ العلماءَ يحاولونَ البحثَ عن حلٍ مثلَ تَجارِب “نيكولا تيسلا”، الخاصةِ بالطاقةِ الحرةِ، ولكنهم لم ينجحوا حتى الآن.
الفكرة من كتاب فيزياءُ المستحيل
هل تعلمُ أنَّ “جولز فارن”، مؤلفُ قصصِ الخيالِ العلميِّ في القرنِ التاسعَ عشر، ابتكرَ أفكارَ صناعةِ أجهزةٍ مثل “الفاكس” و”شبكةٍ عالميةٍ للتواصل بيننا” و” صواريخَ تنطلق إلى الفضاء”؟
نحنُ نظنُّ أنَّ هذهِ الأفكارَ تقليديةٌ اليوم، ولكن في عصرِ “فارن” كان الأمرُ مختلفًا؛ فقد سَخِرَ منه علماءُ الفيزياءِ الكبارِ؛ لأنهم ظنّوا أنَّ أفكارَهُ مستحيلةُ التطبيقِ.
هل تظنُّ أن التكنولوجيا في قصصِ وأفلامِ الخيالِ العلميِّ الحاليّةِ غيرُ واقعية؟ كتابُ “فيزياءُ المستحيلِ” الصادر عامَ ألفين وثمانية (2008) لكاتِبِه ” ميتشيو كاكو” سيجعلُكَ ترى الخيالَ العلميَّ يتحولُ إلى حقيقة.
مؤلف كتاب فيزياءُ المستحيل
ميتشيو كاكو، فيزيائيٌّ معروفٌ ومتقلدٌ لمنصبِ رئيسِ قسمِ الفيزياءِ النظريةِ في جامعةِ مدينةِ نيويورك، قامَ بتقديمِ سلسلةِ الحلقاتِ الشهيرةِ “الوقتِ وأحلامِ المستقبل” على قناةِ البي بي سي، وله العديدُ من الكتبِ؛ منها كتابُه الأكثرُ مبيعًا “الفضاءُ الفائقُ والعوالمُ الموازية”