السعودية ومواجهة الهجمة الاشتراكية والشيوعية
السعودية ومواجهة الهجمة الاشتراكية والشيوعية
في فترة الستينيات من القرن الماضي، شهد العالم العربي تصاعدًا ملحوظًا للاشتراكية، التي اجتاحت جميع الطبقات عبر إظهار نفسها بشكل لا يتعارض مع الإيمان وأصوله، لذا تم العمل على تأسيس “رابطة العالم الإسلامي” ومقرها مكة المكرمة لاتخاذ جميع الوسائل للدفاع عن المبادئ الدينية الإسلامية. ومع ذلك، كانت المملكة العربية السعودية، بحكم مكانتها بوصفها مصدرًا لنشر الإسلام والوعي الديني، هدفًا لمحاولات الاشتراكية لاختراقها وإحداث تغييرات جوهرية فيها، إذ حاولت الاشتراكية دمج أفكارها مع الحقائق الشرعية لتبدو كأنها جزء من العقيدة الإسلامية، مما أدى إلى استقطاب ضعاف القلوب تحت ستار التقدم والتطور والحضارة.
في مواجهة هذا التهديد الذي كان يستهدف الهوية الإسلامية والعربية، لعبت “الصحافة السعودية” دورًا حاسمًا كحصن قوي يدافع عن الهوية العربية والإسلامية، فوقفت الصحافة موقفًا صارمًا ضد المد الاشتراكي والشيوعي، وقد استطاعت تحقيق نجاح استثنائي في التصدي للشيوعية التي سعت لنشر الإلحاد والنيل من القيم الإسلامية، محذرة من الانجراف وراء هذه التيارات التي تهدد الاستقرار السياسي والاجتماعي. بنجاحها في التصدي لهذه المحاولات، أكدت الصحافة أهمية القيم الإسلامية بوصفها ركيزة أساسية في مواجهة الشرور والفساد الذي روجت له المادية الشيوعية، مما يعزز مناعة المجتمعات ضد الانهيار.
هذا الصمود والتفاني في الدفاع عن الهوية الإسلامية يعكس السياسات الراسخة للمملكة العربية السعودية، التي لطالما ركزت على تحقيق الخير والمصلحة العامة. ويتجلى ذلك بوضوح عندما أعلنت الحكومة السعودية عن إصدار نظام أساسي للحكم وتطوير مجلس الشورى بما يتماشى مع مبادئ الحكم في الإسلام. كان هذا الإعلان بمنزلة تأكيد على استمرار المملكة في نهجها الراسخ الذي بدأ منذ تأسيس الدولة الإسلامية في المدينة المنورة.
فمنذ ذلك الحين، توسعت الدولة الإسلامية بفضل الفتوحات والانتصارات، ورغم التحديات العديدة، تمكنت من التغلب عليها بفضل مرونتها وقوتها. وقد كان للطابع الديني دور حاسم في الحفاظ على تماسك الدولة وقدرتها على مواجهة الأعداء. وعلى الرغم من ضعف الروح الإسلامية في بعض فترات التاريخ، فإن الدولة الإسلامية، بقيادة المملكة العربية السعودية، استمرت في الصمود وحافظت على قوتها، وذلك لاعتمادها على نظام الحكم في الإسلام الذي عند تطبيقه بشكل صحيح كما فعله الخلفاء الراشدون، يُعد أدق وأحكم من جميع الأنظمة الأخرى، لأنه نظام يحقق الكرامة للإنسان ويحمي حرياته وحقوقه.
الفكرة من كتاب صفحات مطوية من حياتي – الجزء الثاني
تُعَدُّ سيرة الأستاذ حسن الكتبي تجسيدًا لرحلة فكرية وثقافية غنية، انعكست فيها تجاربه المتنوعة وآراؤه العميقة في الدين والسياسة، والتحديات التي واجهتها المجتمعات الإسلامية في العصر الحديث عامة والمملكة العربية السعودية خاصة، فمن خلال مواقفه وأفكاره، يظهر الكتبي شخصيةً مؤثرة سعت للدفاع عن القيم الإسلامية والإنسانية، مع التركيز على أهمية التسامح والحوار بين الأديان، إلى جانب التصدي للأيديولوجيات المادية التي هددت تماسك المجتمعات كالصهيونية والشيوعية.
مؤلف كتاب صفحات مطوية من حياتي – الجزء الثاني
حسن محمد عبد الهادي كتبي: ولد في شهر شعبان عام 1329هـ في مدينة الطائف. حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ثم التحق بمدارس الفلاح بمكة المكرمة، وهي مدرسة تعتمد على برامج مشابهة للأزهر الشريف. ثم التحق بالقسم العالي المتخصص في دراسة الشريعة في مدرسة الفلاح في بومباي بالهند، وتخرج فيها عام 1350هـ. وفي عام 1350هـ أسندت إليه مديرية المعارف العامة لتدريس القضاء الشرعي في المعهد العلمي السعودي.
من مؤلفاته:
هذه حياتي.
نظرات ومواقف.
سياستنا وأهدافنا.
ملامح من شخصية البلاد العربية المقدسة.