السعودية وعملاق النفط أرامكو
السعودية وعملاق النفط أرامكو
لسنواتٍ خلت كانت منطقة الخليج لا تعدو أن تكون مجرد قبائل متناحرة وسط صحراء قاحلة، وكان نشاطهم الأساسي يقوم على اشتغالهم بالرعي وارتحالهم المستمر بحثًا عن الماء، وبعد توحُّدهم تحت حكم آل سعود ونشأة المملكة السعودية كان مصدر قوتهم الأساسي يقوم على الرسوم المفروضة على الحجاج في أثناء طريقهم لأداء فريضة الحج، ورغم تفاوض الملك عبد العزيز بن سعود مع بعض شركات النفط الكبرى، مانحًا إياهم امتياز التنقيب عن النفط لمدة 60 عامًا، فإن المردود الاقتصادي تأخَّر بعض الوقت.
بحلول منتصف القرن العشرين بدأت بوادر التغيير العنيف، بل والثوري في حياة السعوديين جراء المردود الاقتصادي الكبير للامتيازات النفطية التي تم منحها للشركات العالمية الكبرى، استطاعت السعودية استغلال هذا العائد في تغيير شكل المملكة بصورة جذرية، فشيدت المباني وعبَّدت الطرق وأقامت المدارس والمستشفيات ووفَّرت نظامًا صحيًّا وتعليميًّا، مما انعكس بدوره على المستوى الاجتماعي فتحوَّلت السعودية من دولة بدوية إلى دولة شديدة الثراء في سنوات معدودات، وتم إنشاء ما يسمى بشركة النفط الأمريكية السعودية (أرامكو).
بدأت السعودية مشروعًا طموحًا وجريئًا بدأ بالشروع في تأميم شركة النفط وتحويل اسمها لشركة النفط العربية السعودية (أرامكو السعودية)، وعلى صعيد آخر اتجهت المملكة خارجيًّا لإنشاء منظمة دول الأوبك التي تتحكم في ثلثي إنتاج النفط العالمي، مما شكَّل نوعًا من الاحتكار لسلعة النفط الذي ظهر جليًّا في حرب أكتوبر بين مصر وإسرائيل حينما قادت السعودية تشكيل تحالف لمنع تصدير النفط للدول الداعمة لإسرائيل وأولها أمريكا، مما تسبَّبت في خنق الاقتصاد العالمي وتباطؤه.
الفكرة من كتاب سلطة النفط والتحول في ميزان القوى العالمية
“لطالما شكَّل النفط في نظر عدد كبير من المحللين أحد أهم الأسباب الخفية لكثيرٍ من الصراعات والاضطرابات والحروب على الساحة العالمية”.
يناقش هذا الكتاب تاريخ ظهور النفط بدايةً من مراحل اكتشافه الأولى، مرورًا بمراحل ظهوره كقوة فاعلة مؤثرة في القرارات السياسية للدول، كما يحاول الكاتب دق ناقوس الخطر عن تعاظم سلطة النفط التي تركزت اليوم بين حفنة من الدول حديثة العهد بالثراء، ويجيب عن كثيرٍ من الأسئلة الغامضة عن دور النفط في الهندسة السياسية للمواقف الدولية.
مؤلف كتاب سلطة النفط والتحول في ميزان القوى العالمية
روبرت سليتر Robert Slater: كاتب أمريكي، ولد في الأول من أكتوبر عام 1943م في نيويورك، وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة بنسلفانيا، وعلى درجة الماجستير في العلاقات الدولية من كلية لندن للعلوم الاقتصادية، وقد عمل خلال حياته المهنية الحافلة، لدى وكالة يونايتد برس إنترناشيونال ومجلة تايم لسنوات عديدة.
ألف كتبًا كثيرة عن شخصيات كبرى ورائدة في عالم الأعمال، منهم جاك ويلش، وجورج سوروس، ودونالد ترامب، وقد تُوفِّيَ في الخامس والعشرين من مارس عام 2014م في إسرائيل.