السعر العادل
السعر العادل
كلمة “عادل” لها معنيان منفصلان، الأول (مقبول) ويفيد بأن السعر العادل مُرضٍ، لأنه استوفى معايير المجتمع، والثاني (مُستحق)، ويشير إلى أن السعر العادل مُبرَّر ومنزَّه عن المحاباة والانحياز لأنه استوفى معاييرك الشخصية، وفي الغالب فإن المستهلك يرى السعر عادلًا في حالة ما إذا كان أقل من المتوقع، أو أقل من غيره، وعندما نَصِف السعر بأنه جائر، فذلك راجع إلى استحضارنا للمعايير الشخصية بجانب المعايير الاجتماعية.
وتحدد الأعراف الاجتماعية العدالة الشخصية والاجتماعية في حال إذا قام أحد بانتهاكها، بالإضافة إلى ذلك فإن هناك معايير اجتماعية مختلفة للتسعير تُفضي إلى العدالة الشخصية والاجتماعية، فمعايير العدالة الشخصية “معايير وصفية” تُملي عليك ما يمكن توقُّعه وفق العرف المتبع في الماضي، حيث يعد سلوكًا طبيعيًّا، كدفع النفقات نفسها عند إرسال خطاب إلى أي جهة كانت، وعند انتهاك المعايير الوصفية فإنك ترى أن الأمر جائر على المستوى الشخصي.
بينما معايير العدالة الاجتماعية “معايير تقادمية” تُملي عليك كيفية التصرف وفق قيم المجتمع، كفرض نفس السعر على جميع المستهلكين دون إضافة مبالغ إضافية خفية، وعند انتهاك المعايير التقادمية، فإنك لا ترى الظلم يقع عليك فقط، بل على كامل المجتمع.
وتختلف حدة “الاستجابة الانفعالية” عما إذا كان السعر الجائر قد وقع على المستوى الشخصي أم الاجتماعي، فالجور الشخصي يؤدي إلى انفعال طفيف كالاستياء والضيق، بينما رد الفعل حول الجور الاجتماعي يصل إلى درجة الشراسة، حيث يشعر المستهلك برغبة عارمة في الانتقام، فالانفعالات تولد اعتقادًا سريعًا ومقنعًا حول السعر، فالسعر العادل هو قبول أو رفض عاطفي للسعر.
الفكرة من كتاب خطأ في السعر
يُعد السعر العادل مسألة مهمة، لأن قيمة “العدالة” تُعد الجزء العاطفي من صنع القرار الاقتصادي، فمن دون العاطفة لا يمكننا اتخاذ القرارات، إذ ينطوي السعر العادل على أكثر من مجرد كونه سعرًا رخيصًا، إذ يتضمَّن حصولك على قدر ما تدفع، كما ينطوي على أن تكون أمينًا وصادقًا في تعاملاتك، وأن تزرع الثقة في الآخرين.
ولكي نكون متصفين بالعدل، علينا أن نفهم ما الذي يريده العملاء، وما الذي بمقدورهم دفعه، وكيف يمكننا منحهم قيمة ما يدفعون؛ فعدالة السعر تمس الجميع مستهلكين وتجَّارًا؛ ولك أن تسأل نفسك لماذا إذا أعدَّت لك زوجتك وجبة الغداء، فإنك لا تدفع لها مقابل إعدادها الطعام، وإذا كنت في أحد المطاعم، فإنك قد تترك بقشيشًا للنادل على خدمته؟!
مؤلف كتاب خطأ في السعر
سارة ماكسويل Sarah Maxwell خبيرة في مجال التسعير العادل، وتشغل منصب أستاذ مساعد بجامعة فوردهام، وهي المدير المشارك لمركز فوردهام للتسعير، تكتب في عدد كبير من الدوريات، وعملت في مجال تقديم الاستشارات في دول عديدة؛ كالهند والصين والبرازيل.