السخط الوظيفي
السخط الوظيفي
في بعض الأحيان قد يكون السخط الوظيفي الناتج عن الضغوطات العملية عائقًا كبيرًا لتقدم الشركات، إذ بلغت التكاليف الناتجة من المخالفات الناجمة عن ضغوط العمل في القطاع الأمريكي ما يزيد على 150 بليون دولار، بالإضافة إلى تسببها في نقص الإنتاجية وارتفاع معدلات الغياب وتعطيل العمل، مع الوضع في عين الاعتبار أثره الذاتي في الصحة والجسد والسلوك، وأثره البيئي في بثّ الطاقة السلبية.
يعرف د. علي عبد الوهاب الضغوط على أنها القوى التي تواجه الإنسان وتملي عليه احتياجات متنوعة، وتستنفد جهده الجسدي والنفسي والذهني في أثناء محاولته مقاومتها أو تلبيتها، أما بيرونيومان فيرى أن الضغوط حالة تنشأ نتيجة تفاعل الناس مع أعمالهم محدثة تغيرات بداخلهم، بينما ينظر إليها “أودي كرك | Oudekerk” على أنها خيبة الأمل الناتجة عن الفجوة بين توقعات الفرد من العمل والواقع الذي يجده، كما عرفتها “هند ماجد الخثيلة” على أنها طاقة التحمل الثقيلة التي يولدها الشعور بالمسؤولية تجاه العمل.
ووضع أبيلسون نموذجًا ثلاثيًّا لتصنيف مسببات ضغوط العمل، التي تنقسم إلى: مسببات الضغط البيئي وتعني الأوضاع العامة الاجتماعية والاقتصادية والقانونية والتكنولوجية، ومسببات الضغط الفردي وتشمل: نمط الشخصية، والأحداث الاجتماعية، والحاجات والرغبات، والطموحات، والمسؤوليات، والحالة الصحية، ومسببات الضغوط التنظيمية من حيث نوع العمل وكميته، وحجم استثمارات المؤسسة، وفشل التخطيط، وصراع الدور أو غموضه، وانعدام الرقابة، وسوء أنظمة التواصل، وفقر الماديات.
وقسمت المراحل التي يمر بها الفرد في أثناء تعرضه لضغوط العمل إلى ثلاث مراحل رئيسة، هي: مرحلة الإنذار | Alarm، يبدأ الجسد خلالها في اتخاذ أول رد فعل على هيئة رسائل كيميائية يبعثها المخ إلى أنظمة الجسم كافة، تليها بعد ذلك مرحلة المقاومة | Resistance، وفيها يحاول الفرد مكافحة الضغط الواقع عليه مما يترتب عليه فقدان طاقته وتركيزه، ينتهي هذا كله بمرحلة الإجهاد | Exhaustion حيث انهيار المقاومة وانعكاس الضغط على الجسد وتدهور صحته والإصابة بالقرح والصداع المزمن وارتفاع ضغط الدم.
الفكرة من كتاب الرضا الوظيفي
كم شخصًا منا يشعر بالرضا الوظيفي في وظيفته؟ وعلى أي أساس يُحدد الرضا الوظيفي؟ يرتبط الرضا الوظيفي بمشاعر الأفراد في مختلف المنظمات، إذ تنقسم الموارد التي تمتلكها أي منظمة وتعمل وفقها إلى: موارد نقدية، وموارد فكرية تتمثل في رأس المال البشري من العاملين والمبدعين، الذين على أساس كفاءتهم المهنية ورضاهم عن العمل يحدد انهيار المؤسسة أو تقدمها، لأنهم المسؤولون عن إنتاج الأفكار الإبداعية ذات الجودة، ومن المنطقي أن يكون دعم الكوادر الإنسانية نوعًا من دعم المؤسسة، واحتفاظها بالعاملين فيها يعد ضرورة قصوى، فبالإضافة إلى عواقب هجرهم للعمل من خسارته وتعرقله، هناك خطورة نقلهم للخبرات التي اكتسبوها والمعلومات التي عرفوها عن المؤسسة.
فإذا كنت صاحب عمل نعلمك كيف تحافظ على عملك وموظفيك، أما إذا كنت موظفًا فسنعلمك كيف تحارب السخط وترضى بوظيفتك.
مؤلف كتاب الرضا الوظيفي
إسماعيل علي محمود: كاتب متميز في المجالات الاقتصادية والأمور المالية. ومن أهم أعماله:
التحفيز الوظيفي.
المراسلات الإدارية.
دراسات الجدوى الاقتصادية.
تحليل وتقييم المشروعات الاقتصادية.