السبب في تأخرنا.. إهمال حقوق المرأة نموذجًا
السبب في تأخرنا.. إهمال حقوق المرأة نموذجًا
إن هناك أسبابًا كثيرة كانت السبب في تأخر العرب والمسلمين كما يوضحها الغزالي، فتتراوح ما بين سياسية واجتماعية وثقافية بدأت من بعد عصر الخلافة الراشدة.
ففي الميدان الاجتماعي يذكرنا المؤلف بنماذج سيئة تسببت في تخلفنا الاجتماعي مثل إنكار حق الحياة على المرأة التي هي نصف المجتمع. فبداية من عرب الجاهلية، حيث كانوا يتشاءمون لمولدها وقد يئدونها تحت التراب وغير ذلك من حرمانها من حقوقها، حتى قال بعضهم قديمًا في ضيقه بولادة الأنثى: “والله ما هي بنعم الولد! نصرها بكاء، وبرها سرقة”، أي إنها لا تحسن القتال فتنصر عشيرتها ولا تقدر على الكسب فتبر أهلها من مالها، وإنما تأخذ من مال زوجها لتعطي أهلها إن كانوا فقراء.
حتى جاء الإسلام فكرمها، فنراه يستبعد عنها تلك النظرة ويرفض إهانتها، فوجدنا المرأة في الإسلام تتردد على المسجد من الفجر إلى العشاء ولا يمنعها أحد أو ينهاها، ووجدناها تتعلم الدين وتداوي الجرحى في الحروب، إلا أن التقاليد الجاهلية عادت تتحكم في فكر البعض لتسلب ما منحه الدين للمرأة من حرية وتعاملها على أنها مجرد متاع، فوجدنا البعض يمنعها من المساجد والمدارس حتى ظهر أولى النهى يردون إليها بعض حقوقها ما أمكنهم ففتحوا لها المدارس وعلموها، ولكنها مع هذا لم تسلم من المهاجمة وتقييد حريتها فصدرت فتاوى مكذوبة تقول إن وجهها عورة ولو من غير فتنة، وأبعدوها عن النشاط الاجتماعي والثقافي وباقي الأنشطة، وقالوا إن المرأة لا نشاط لها سوى التربية في بيتها، وأصبح هذا هو حال المسلمين في فترة كبيرة حتى فتكت بهم أمية وكانت بالنساء أفتك.
وهنا ينوه الغزالي إلى ضرورة غربلة هذا المنقول من التراث والتقاليد الشائعة الخاطئة التي تزري بالمرأة وتميل إلى تجهيلها، وأن هذا كله من رواسب الجاهلية الأولى.
الفكرة من كتاب سر تأخر العرب والمسلمين
يتحدث الغزالي في هذا الكتاب عن أسباب تأخر العرب والمسلمين من بعد عصر الخلافة الراشدة حتى عصرنا، حيث يتعقب الأسباب الكامنة وراء هذا التأخر، يبرزها ويحللها، يعرفنا بما مر علينا من مصاب في ديننا سواء من المنتمين له أو أعداء الدين، فيحيط بالأسباب السياسية والاجتماعية والثقافية له، ويحذرنا من التفريط والغلو وكيف أن تفريطنا في الدين وأساسيات العقيدة وغلو بعض المتعصبين هو ما أوصلنا إلى هذا الضعف والتخلف الحضاري بعد أن كان الإسلام يفتح العالم ويسبقه في كل الميادين.
مؤلف كتاب سر تأخر العرب والمسلمين
محمد الغزالي (1917 – 1996)، عالم ومفكر إسلامي مصري، ويعدَّ من أبرز المفكرين والدعاة المجددين الذين يحاربون التشدد والغلو في الدين، ولقب بأديب الدعوة.
ألَّف العديد من الكتب في تجديد الفكر الإسلامي ومحاربة التعصب، والأخلاق والآداب الإسلامية، من أشهرها:
جدد حياتك.
فقه السيرة.
الإسلام والطاقات المعطلة.
الاستعمار أحقاد وأطماع.