السبب الأول للعمى
السبب الأول للعمى
يعد الزَّرَق مفتوح الزاوية مرضًا مزمنًا، يحدث على مدى سنوات طويلة، وقد لا تظهر أي أعراض في بداية المرض وبعد تطوُّره قليلًا تبدأ الرؤية الجانبية في التدهور شيئًا فشيئًا، وبشكل عام فإن الرؤية المركزية لا تتأثر إلا في حالات نادرة جدًّا مهملة وبشدة.
ولتشخيص الزرق يحتاج الطبيب إلى التأكد من ثلاثة عوامل رئيسة عن طريق الفحص، حيث يقوم الطبيب بقياس الضغط داخل العين ويجب أن يكون أكبر من 21 ملم زئبق، وعن طريق اختبار مجال الرؤية سيوجد فقدان في المجال البصري حتى في المراحل الأولى التي لا يلاحظها المريض، وعن طريق فحص شبكية العين سيجد الطبيب انحناءً في العصب البصري وتغيُّرًا في شكل رأس العصب نتيجة فقدان الألياف العصبية به.
وبما أن الزَّرَق مفتوح الزاوية مرض مُزمن فلا حاجة إلى التدخُّلات الجراحية السريعة بالليزر وإنما يُكتفى بوصف القطرات فقط، والأنواع المستخدمة هنا كثيرة، فهناك قطرات البروستاجلاندينات PGs، والتي تعمل على الحفاظ على اتساع الأوعية الدموية ومحاولة الحفاظ على أكبر كميات ممكنة من ارتشاح السائل واستمرار صرفه، وهناك قطرات مضادات بيتا- BBs وتعمل على خفض الضغط داخل العين بصورة مباشرة عن طريق نقص عملية الإفراز، لكنها غير مناسبة لمرضى الربو أو مرضى الأوعية الدموية الطرفية لآثارها الجانبية عليهم، وهناك أنواعٌ كثيرة أخرى يتم اللجوء إليها أحيانًا.
بالنسبة إلى الزَّرَق مغلق الزاوية فيطلق عليه “الزرق الحاد” لأن ضغط العين يرتفع سريعًا وبصورة مؤلمة، وهو من ضمن أمراض العيون الطارئة التي تستوجب رعاية في المستشفى أيامًا للمتابعة، وبعامةٍ فإن ذلك يُعد من أشهر الأمراض المسببة للعمى على مستوى العالم.
الفكرة من كتاب أمراض العيون
العين من أعضاء الإحساس عالية الدقة وشديدة التناسق، وشأنها شأن باقي أعضاء الجسم تتأثَّر وظيفتها مع تقدُّم العمر، حيث توجد أمراضٌ كثيرة لا تظهر إلا بعد عمرٍ معيَّن أو تزداد نسبة حدوثها بعد هذه السن.
في هذا الكتاب يحدثنا الدكتور روبرت والترز عن العين ووظيفتها وأجزائها، ثم يركِّز على الأمراض المسبِّبة لفقد البصر فيبدأ حديثه عن المياه البيضاء وأعراضها، ويعطي فكرة عن مرض الزَّرَق، مُستفيضًا في تعريفه وتفسير حدوثه والأدوية المتاحة لعلاجه، ثم يختتم كلماته بمرض التنكُّس البقعي الذي يوضح الفرق بين أنواعه.
مؤلف كتاب أمراض العيون
الدكتور روبرت والترز Robert Walters: استشاري جراحة العيون في مستشفى جامعة ويلز، وقد حصل على تدريبه في لندن وساوثهامبتون، وهو المفتش والمستشار الإقليمي للكلية الملكية لأطباء العيون، ولديه خبرة في جراحات المياه البيضاء وعلاج اضطرابات حركة العين.