الساعات الثلاث الأولى الفارقة!
الساعات الثلاث الأولى الفارقة!
حالات السكتات الدماغية لا يمكن علاجها منزليًّا، ودور المَشفى واستقبال الحالات الحرجة مهم لأقصى درجة، لأنه مجرد التأخر بعد ثلاث ساعات منذ بداية أعراض الجلطة قد يكون عاملًا كبيرًا في توجه المريض ناحية استمرار الأعراض العصبية لديه طوال عمره وتمكُّنها منه أو على أقصى درجات التشاؤم الوفاة.
لكن لماذا هذا الإصرار على أول ثلاث ساعات تحديدًا؟ لأنه تمَّ اكتشاف نوع خاص جدًّا من مُذيبات الجلطات من الممكن أن يُذيب الجلطة بالكليَّة أول ثلاث ساعات فقط، وتبدأ الأعراض في التناقص حتى يتحسَّن المريض تمامًا، وهو حُقنة الـ( t-PA)، حيث تعمل على تحويل بروتين البلازمينوجين داخل الدم إلى البلازمين الذي بدوره يقوم بتكسير الجلطات تمامًا، لكن الاستخدام في البلدان العربية ما زال قليلًا لأن أغلب المرضى يأتون بعد ساعات طويلة من ظهور أعراضهم، لذا لا يمكن استخدام تلك الحقنة، وحتى رغم ذلك فإن العلاج التقليدي للجلطات في المستشفيات في غاية الأهمية للحدِّ من مساحة الجلطة والمساهمة في استقرار الأعراض، وإنقاذ المناطق المحيطة السليمة التي لم تتعرض بعد للتأثر بالانسداد ونقص التروية الدموية، بالإضافة إلى السيطرة على تضاعف الأعراض أو المشكلات التي تظهر بسبب طول مدة الاستلقاء نتيجة عدم الحركة مثل الالتهابات الجلدية والتقرحات في منطقة الظَهر، وتكوِّن جلطات الأوردة العميقة في القدم نتيجة ثباتها الدائم على وضعية واحدة.
ويعدُّ التأهيل والعلاج الطبيعي مهمًّا جدًّا، هو علاج جسدي معرفي يساعد على تقبل الحالة المرضية والتعامل معها بصورة جيدة، ومن ثم عودة الوظائف الحياتية إلى الأجزاء المريضة ولو جزئيًّا على الأقل، ومقدار الاحتياج يكون على حسب درجة الإصابة، وعامةً مدة التأهيل تتراوح من شهرين في الحالات البسيطة إلى سنوات طويلة، يبدأ المريض من الأيام الأولى في المستشفى ثم يتم استكمالها في المنزل أو مراكز العلاج الطبيعي المتخصصة، ويتمثل في تمارين حركية للعضلات وتمارين تنفسية، والهدف الأكبر من التمارين الحركية ليس تحريك العضلات في حد ذاتها، بل هي عملية حثٍّ لمراكز الحركة السليمة في المخ لاستعادة أو تعويض دور المراكز التالفة.
الفكرة من كتاب الجلطة الدماغية: فالج.. عالج
أي مرضٍ عصبي عمومًا يتخوَّف منه الناس، لأن معظم أمراض المخ والأعصاب أمراضٌ مزمنة، وقد تؤثِّر في المريض طوال حياته.
يتحدَّث الكاتب في هذا الكتاب عن الجلطة الدماغية وأسبابها وعلاجها، موضحًا تكوين الدماغ وتوزيع الأوعية الدموية داخله وكيفية انسدادها وماهية الأعراض المتوقَّع ظهورها عند من يُصاب بجلطة دماغية.
مؤلف كتاب الجلطة الدماغية: فالج.. عالج
سمير أبو حامد: طبيب بشري، ومؤلف، له عدة مؤلفات في مجال الطب، منها: “مرض الزهايمر.. النسيان من نعمة إلى نقمة”، و”التدخين آفة العصر.. من الألف إلى الياء”، و”البدانة مرض العصر.. من الألف إلى الياء”.