الزيتون في الطقوس والشعائر الدينية
الزيتون في الطقوس والشعائر الدينية
شكَّلت شجرة الزيتون قيمة رمزية كالسلام والثورة والطهارة والقوة في ديانات وحضارات مختلفة، ولم يتوقَّف الزيت على أنه رمز للسلام والنمو، بل كان علامة مميزة لإظهار القدسية والمكانة الاجتماعية المرموقة للأشخاص، وكان لثمرة الزيتون مكانة في الديانات المقدسة، حيث يمثل زيت الزيتون البركة والتكريس في اليهودية والمسيحية وتقدير الله لشعبه المختار، كما ارتبطت الأرض التي ينمو فيها الزيتون بأنها أرض جزاء يهديها الله لعباده على طاعتهم وإخلاصهم له كما ذكر في سفر التكوين، ويكون هذا دليلًا على السعادة والهناء، وذكر أيضًا في سفر الخروج الأمر الإلهي لموسى باستخدام مرهم معطر، ويوضح النص أن هذا المرهم إرث دائم لسلالة الملوك بعده انتهاءً إلى السيد المسيح الذي اشتُقَّ اسمه من “الممسوح بالدهن”، ومن هنا بدأت قصة الارتباط الكامل بين السيد المسيح وزيت الزيتون، كما كانت أغصان الزيتون توزَّع في الكنائس الكاثوليكية يوم أحد الشعانين كعلامة على السلام، يخبرنا التراث الإسلامي أن شجرة الزيتون أول ما أخرجته الأرض بعد الطوفان، ولهذا يصفها النبي محمد (عليه الصلاة والسلام) بأنها شجرة مباركة، وذكر النبي (صلى الله عليه وسلم) أيضًا استخدامات عديدة لزيت الزيتون كالطبخ والعناية بالجسم والعلاج، إذ إنه ساعد على شفاء أكثر من 60 مرضًا، واستخدم أيضًا للإنارة، كما كان هناك اعتقاد أن زيت الزيتون يدرأ الشر مدة أربعين يومًا، مثَّلت شجرة الزيتون في القرآن الكريم رمز المعرفة والنور في آية “اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ” (سورة النور: 35).
الفكرة من كتاب الزيتون – التاريخ الكوني
تسرد فابريزيا لانزا تاريخ ظهور الزيتون على الأرض مرورًا بحضارات وثقافات مختلفة، فتجد أنه كان يمثل رمزًا لطقوس كثيرة في كل منطقة مختلفة في أكثر من بلد، إلى أن وصل إلى أكثر من مائدة طعام مختلفة حول العالم، حيث دخل الزيتون وزيت الزيتون أصنافًا كثيرة متنوعة بين الحلو والحامض.
مؤلف كتاب الزيتون – التاريخ الكوني
فابريزيا لانزا Fabrizia Lanza: ولدت في باليرمو بإيطاليا عام 1961، وهي باحثة في الثقافة الغذائية، وصاحبة مدرسة الطبخ الصقلي المرموقة “آنا تاسكا لانزا” التي أسَّستها أمها في صقلية، حاصلة على شهادة البكالوريوس في تاريخ الفن، وكانت رئيسة التحرير السابقة لمجلة الذواقة، وشاركت في تأليف كتاب “العودة إلى الوطن الصقلي” مع كيت وينسلت عام 2012.
معلومات عن المترجم:
عمر سليم التل: مترجم وباحث، يحمل شهادة الماجستير في التاريخ، والبكالوريوس في العلوم السياسية، عمل مديرًا للمنتدى العربي في عَمَّان، ألف وترجم وراجع كتبًا عديدة، ومنها ترجمته لكتاب “الإنسان والدولة والحرب” لكينيث والتز، وكتاب “ذواقة العسل” لكارلا مارينا وكيم فلوتم.