الزيادة في الثروة لا تساوي مزيدًا من السعادة!

يرى الكاتب أن الذين نجحوا في تحقيق أهدافهم المادية لم يكونوا أكثر سعادة ممن فشِلوا في تحقيقها، إذ نجد عالم الكمبيوتر “جيمس كلارك” يقول قبل تأسيسه شركة (سلكون جرافيكس) عام 1982 إن ثروة من عشرة ملايين دولار ستجعله سعيدًا، وعندما أنشأ شركته الثانية (نتسكيب) عام 1994 قال إن ما سيجعله سعيدًا هو ثروة من مائة مليون دولار، ثم عندما أنشأ شركته الثالثة (هيليثون) قال مليار دولار، والآن يقول عندما يُصبح لديَّ مال أكثر من لاري أليسون الذي تبلغ ثروته 13 مليار دولار سأكتفي!

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وهذا راجع إلى أن بعد تزوَّد الإنسان بالطعام والملبس والمأوى، وتلبية حاجاته النفسية من الأمن والسلامة، فإن الزيادة في الثروة لا تسهم كثيرًا في شعوره بالسعادة، حيث تنشأ تباينات لا نهاية لها، فعندما يكافح الإنسان للوصول إلى ما لا يملكه، ويحصل عليه، وبعد فترة قصيرة يعتاد عليها ويألفها، يقوم باتخاذها معيارًا يقارن بها نفسه مع الآخرين، فكلما امتلك أشياء جديدة فخمة وثمينة أخذها معيارًا جديدًا، فيشعر أنه ما زال لا يملك ما يكفي من المال والممتلكات.

فيبدأ في التطلُّع إلى ما هو أكثر من ذلك لأن قيم المال والصورة والشهرة تركِّز على الاهتمامات الخارجية، فيتوقَّف تقدير الإنسان لذاتهِ وشعوره بالرضا على المزيد من الأموال والممتلكات، ومدح الآخرين له والثناء عليه، فيصبح الإنسان مهووسًا بالمال والممتلكات باحثًا عن كل جديد سوف يمنحه الشعور المؤقت بالرضا، الذي لم يستطع أن يحصل عليه من خلال ما اكتسبه من أموال وما لديه من ممتلكات، وبذلك يدخل الإنسان في دائرة مفرغة لا تحافظ فقط على أسلوب حياة مادي واستهلاكي، بل تؤدي إلى شعور دائم بعدم الرضا.

رغم وفرة الطعام والشراب والمسكن والملبس في عالمنا المُعاصر، والتي تكفي حاجات كل إنسان على وجه الكرة الأرضية؛ فإننا نجد تفاوتًا كبيرًا بين البشر، وتقسيم العالم إلى قسمين: “عالم أول” ينعم بالثروة والرفاهية؛ و”عالم ثالث” ينتشر فيه الفقر والحرمان والصراعات، وهذا راجع إلى انتشار الفلسفة المادية، وثقافة الاستهلاك، حيث يتم الحكم على الإنسان من خلال ما يكسبه من أموال، وما يمتلكه من ملابس وسيارات وما يقدر على شرائه -عمومًا- من أشياء، وكذلك ما يجده من شُهرة بين الناس.

في هذا الكتاب يحاول تيم كاسِر بيان تأثير ثقافتنا المعاصرة للاستهلاك والمادية في سعادتنا اليومية وصحتنا النفسية.

تيم كاسِر Tim Kasser هو أستاذ علم نفس أمريكي، حاصل على درجة الدكتوراه في علم النفس من جامعة روتشستر، معروف بنقده للمادية وثقافة الاستهلاك، له أكثر من 120 مقالًا علميًّا؛ ومؤلف عدد من الكتب، أهمها: علم النفس وثقافة المستهلك، والثمن الباهظ للمادية.