الزوج والمُربي الناجح
الزوج والمُربي الناجح
البيوت الزوجية الناجحة تُقام على زوجين راغبين في إنشاء بيت مسلم ناجح، لذا يحث الإسلام الرجل على اختيار زوجة صالحة تُعرف بالشرف والخصال الحميدة والعائلة الشريفة، وكذلك للمرأة يسعى أوليائها لتزويجها من رجل صالح وصاحب دين وله عائلة كريمة، حتى ينجبا أطفال صالحين بلا صفات وراثية خَلقية أو خُلقية سيئة، فقد ذكر أحد المتخصصين “إن الزواج بين أولاد الأشقياء أو السكيرين أو المصابين بالزهري أو حاملي العيوب العقلية الوراثية يعتبر جريمة جديرة بالعقاب”، ويجب أن يعقد الزوج النية الطيبة في الزواج من خلال السعي للرزق الحلال والتعفف وعدم السخط لو بُشر بولادة للأنثى، وأول ما يلقي زوجته يتبع سُنة النبي (صلى الله عليه وسلم) ويقول: “اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه”.
وقد أوصى دكتور عبد الرحمن الدوسري بعشر وصايا لحياة زوجية ناجحة، وهي: الأولى يُوصي الزوجة بأن تجعل زوجها محور حياتها، وتساهم في اكتمال رجولته بأنوثتها الذكية، والثانية لا بد من بناء ثقة بينكما، والثالثة يجب أن يتفانى أحدكما للآخر، والرابعة لا بد من وجود احترام متبادل بينكما، والخامسة مواجهة الحياة معًا بشمولية ووعي، والسادسة حددا درجة تقاربكما مع الآخرين، والسابعة لا تجعلا سبب استقرار زواجكما الأطفال، والثامنة تشاركا المسؤولية الاقتصادية برؤية واحدة وصريحة، والتاسعة عدم ترديد كلمة الطلاق بينكما، والعاشرة حافظا على العلاقة الجنسية بينكما بأحاسيسها وبطهارة.
وبعد السعي لبناء علاقة زوجية ناجحة، يأتي دور المُربي الناجح، وله سِمات مميزة ومنها: الحِلْمُ والأناة، والرفق والبعد عن العنف، والرحمة، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): “ارجعوا إلى أهلكم، فأقيموا فيهم، وعلِّموهم، وبرُّوهم، وصلّوا كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة، فليؤذن أحدكم، وليؤمكم أكبركم”، والتيسير على الأبناء، والمرونة معهم، وعدم الغضب الجنوني عليهم، والاعتدال في التعامل معهم تربويًا، وموعظتهم بالحسنى، وعن عائشة (رضي الله عنها) قالت: “ما خُيِّر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين أمرين قط، إلا أخذ أيسرهما؛ ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا، كان أبعد الناس منه”.
الفكرة من كتاب دليل الفلاح في تحقيق النجاح
هل سألت نفسك يومًا كيف تكون شخصًا ناجحًا؟ ولماذا تريد أن تكون ناجحًا؟ وفي أي شيء تريد النجاح؟ أسئلة كثيرة أليس كذلك؟ بلى، الأسئلة حين تدفعنا للبحث عن إجابتها فهي تدفعنا إلى طرق السعي، ولا يتوقف المثابر حتى يحصل على إجابة شافية له،كون المرء ناجح في دنياه لا يعني بأنه سيكون ناجح في آخرته، وكل مسلم يتخذ طريق التقوى يرى وسائل النجاح أمامه رأي العين، وخاصةً لو ربط نجاحه في السعي بنجاته في الآخر، حتى لا يصبح من الخاسرين
كما قال الله عز وجل في كتابه “وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ”، وفي كتابنا هذا يجمع الكاتب دليل إرشادي للإنسان المسلم كي يحقق الفلاح في دنياه كـ زوج أو أب أو في عمله وغيره وآخرته كـ مسلم.
مؤلف كتاب دليل الفلاح في تحقيق النجاح
عبد الرحمن ابن حسن: كاتب ومؤلف سعودي، له العديد من المؤلفات المتنوعة منها: “الخيانة الزوجية وطرق الوقاية منها”، و”الطفل العنيد وكيفية التعامل معه”، و”زوجي بخيل ماذا أفعل؟”.