الزواج ومهارات التواصل
الزواج ومهارات التواصل
تعرّف الحياة الزوجية بأنها مؤسسة وشراكة بين رجل وامرأة توافرت فيهما شروط الزواج، على عهدٍ بأن يقوم كل منهما بما عليه تجاه شريكه، والزواج فطرة فطر الله الناس عليها منذ بدء الخليقة حتى قيام الساعة، وهو الطريق الأول والأخير الذي يقود الإنسانية إلى حياة سليمة صحيًّا ونفسيًّا.
وتتضح أهمية الزواج في كونه المنبع الأول الذي يتشرّب منه الإنسان أخلاقه وقيمه الدينية والاجتماعية، فمتى صلحت الأسرة صلح المجتمع ككل، يقول المودودي رحمه الله: “إن الحياة الزوجية إن خلت من المودة والرحمة أصبحت كالجسد الميت، إن لم يُدفن فاح عفنه ونتنه”، لذلك كان اهتمام الإسلام بالزواج وتشريعاته اهتمامًا كبيرًا، فمنه يأتي الولد، ومنه يتحقق الاستقرار العاطفي والجنسي للرجل والمرأة، ومنه تدريب وتعويد للنفس أن تتحمل المسؤولية، ومنه تُحفظ الأنساب وتعَدُّ من خلاله الأجيال الصالحة لأنفسها ومجتمعاتها.
والتواصل بشكلٍ عام عملية تبادلية بين طرفين، يتم فيها تبادل الكلمات أو المشاعر ونحوهما، للوصول إلى هدفٍ يرغب به أحد الطرفين، ويصل من خلاله إلى فائدة، ولا يقتصر التواصل على أن يكون مجرد كلماتٍ تنطق، وإنما يتسع ليشمل كذلك المشاعر والأحاسيس، اللذين تعبر عنهما لغة الجسد ونبرة الصوت، واللذين يمثلان الجزء الأكبر من عملية التواصل بنسبة تتجاوز التسعين بالمئة.
ولكي يحقق الإنسان الفائدة المرجوة من وراء تواصله بالآخرين وبزوجه، لا بد من أن تكون لديه الرغبة الصادقة في قيام هذا التواصل، ولا يركن إلى فكرة أن مهارات التواصل تكون فطرية لا يمكن للشخص أن يكتسبها، فهي على خلاف ذلك، فالجزء الأكبر منها مكتسب عن طريق التدّرب عليه، وكما ثبت القول إنَّ: “العلم بالتعلّم، والحلم بالتحلّم، والطبع بالتطبّع”.
الفكرة من كتاب مهارات التواصل بين الزوجين
مما لا يخفى على أحد الآن كثرة المشكلات التي تقع في البيوت بين الزوج والزوجة، والتي أرجع علماء الاتصال أسبابها إلى هشاشة مقومات التواصل في الأسرة وبين الزوجين بشكل خاص، إلا أن العلاقة بين الزوجين لا تقوم إلا على مبدأي المودة والرحمة اللذين تحدث الله عنهما في كتابه، إذ قال: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.
مؤلف كتاب مهارات التواصل بين الزوجين
عادل هندي: باحثٌ وكاتبٌ مصريّ، ولد بمصر بمحافظة الغربية في العاشر من شهر مايو عام ١٩٨٤م، وهو يعمل إمامًا وخطيبًا لمسجد بمحافظة الجيزة، كما أن له عدة أنشطة تتعلق بمجال تحفيظ القرآن وإلقاء الدروس والمحاضرات في المساجد والأماكن العامة، ويعمل معدًّا لبعض البرامج التليفزيونية بمصر ودولة الإمارات، وقد حصل على العديد من الجوائز في مجال الأبحاث والمهارات المختلفة، كمهارة كتابة القصة القصيرة وكتابة وإلقاء الشعر والخطابة، ومن مؤلفاته:
فن التواصل الدعوي الناجح.