الزواج من منظور علمي ونفسي
الزواج من منظور علمي ونفسي
ويحذر ذلك العلم المعروف باسم علم تحديد النسل من خطر التزاوج بين “النماذج البشرية المتنافرة Disharmonic types” سواء من الناحية العضوية أو النفسية، إذ يعتبر أن فشل الزواج وضعف الذرية وانحطاط قدرتها العقلية يرجع في أحيان كثيرة إلى عامل الوراثة، وهذا ما يبين سبب فشل الزواج أحيانًا بين الأقرباء ذوي الدرجة الوثيقة، كما يُنصح أيضًا بأن يكون الإنجاب على فترات متباعدة حتى لا تتعرَّض صحة الأم للخطر، وأن يمتنع الوالدان عن الإنجاب في حال أُصيب أحدهما بمرض خطير.
ومن الخطأ أن يظن البعض أن نجاح الأسرة مرهونٌ بقوة السلطة أو خوف الزوجة من زوجها، ولكنه يعتمد على قوة الاحترام المتبادل، إذ يعود ذلك أيضًا على الطفل الذي سينشأ بتكوين صحي مناسب من الناحية النفسية والعقلية بسبب ذلك، وهناك ظواهر قد نعتبرها بسيطة إلا أنها ذات أثر مهم في الحياة العائلية، ولعلَّ أبرزها اجتماع الأسرة كلها حول مائدة واحدة سواء للطعام أو حتى لتبادل الحديث، واحتفال الأسرة بالمناسبات والأعياد معًا.
وللسنة الأولى في حياة الطفل الرضيع تأثير كبير في مستقبل صحته النفسية طوال عمره، إذ إن على الأم توفير كل المشاعر اللازمة لطفلها، وأن تعتبر “الأمومة” أكثر من مجرد وظيفة آلية يمكن أن تنهض بها أي مساعدة أو هيئة توفر له الغذاء والمأوى، بل تتصف العلاقة بينها وبين طفلها بطابع الاستمرار، فالأم بالمعنى الصحيح هي التي تستمتع بتخصيص ليلها ونهارها لطفلها لمجرد شعورها بالسعادة في رؤيته يعدو مرحلة الطفولة ويكبر شيئًا فشيئًا ليتسم بأخلاقها.
الفكرة من كتاب الزواج والاستقرار النفسي
يدخل المرء مرحلة جديدة في حياته ليفكِّر في الزواج، وما إن يبدأ خطوته الأولى حتى يجد الطريق وعرًا فيخشى تقلُّباته وفشل زواجه، ومن ناحية أخرى هناك من بدأ حياته مع شريكة حياته وتزوَّجا بالفعل، ولكن في أثناء محاولتهما بناء تكيُّف زوجي وتحقيق السعادة التي حلما بها فترة الخطوبة يجدان صدمات الواقع ومسؤوليات مرهقة لتضرب بأحلامهما عرض الحائط مع خلافاتهما التي لا تنتهي، ما الذي يجري حقًّا؟ وهل هناك خطى تجنِّبنا فشل الزواج أو دخوله إلى مرحلة السأم المعتادة، ما بين محاولة البحث لزواجٍ ناجح وشريك مثالي للمقبل على الزواج، واستمرار زواج مرضي للمتزوِّجين فعلًا.. تجد هنا الجواب.
مؤلف كتاب الزواج والاستقرار النفسي
زكريا إبراهيم: مفكر وكاتب مصري حاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون بفرنسا، كما حصل على درجة الماجستير بجامعة القاهرة، وقد عمل أستاذًا للفلسفة فيها، وله أكثر من 35 مؤلفًا في مجالات الفلسفة والتربية وعلم النفس والاجتماع، ولعل من أشهر مؤلفاته:
تأملات وجودية.
سيكولوجية المرأة.
سلسلة مشكلات الفلسفة.