الزواج مراحل
الزواج مراحل
يحلم العروسان بيوم لقائهما، والحياة التي يصبوان إليها، ثم بعد الزواج يستفيقان من الحلم، ويسألان أين السعادة التي انتظرناها؟ وأين الهناءة التي تمنيناها؟ وهما يظنان أنه فور أن يتم عقد الزواج يصبحان كيانًا واحدًا ممتزجًا، ويتوقعان أن يكونا على درجة عالية من التفاهم، ويغفلان عن أن قبل هذا الامتزاج عمرًا صاغ فكر وسلوك كلٍّ منهما بشكل مختلف عن شريكه، وتكون مسؤوليتهما معًا أن يسعيا إلى امتزاج صحي ويخلقا تلك السعادة، ولكن يفرد الكاتب كلماته هنا لدورك أنت كزوجة، لذا عليكِ أن تدركي بعض الحقائق؛ أولاها أن الحياة الزوجية مراحل، والمرحلة الأولى هي “مرحلة التعارف”، وتتراوح بين عام وثلاثة أعوام من مدة الزواج، وتظهر فيها اختلافات الطباع والسلوكيات وتكثر الصدامات نسبيًّا، وذلك طبيعي جدًّا في تلك المرحلة، ولكن كمثل النهر يبدأ بأكثر من منبع، ثم يلتقي منبعاه فيهدران ثم يمتزجان وينسابان في أرض خصيبة.
لتأتي بعد ذلك المرحلة الثانية وهي “التآلف”، وتكون بين العام الثالث إلى الخامس من الزواج، حيث يصل الزوجان إلى نوع من الفهم، ويعرف كلٌّ منهما ما يرضي الآخر، فتبدأ القلوب تتآلف، لتأتي المرحلة الثالثة وهي “التفاهم”، وتكون بين العام الخامس إلى السابع من الزواج، وفيها تهدأ النفوس وتسكن وتزداد العاطفة والرحمة، لتأتي المرحلة الرابعة وهي “التكاتف” بعد سبع سنوات، حيث يصبحان لا غنى لأحدهما عن الآخر، ويتجسَّد فيهما قوله تعالى: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ﴾، ومن هذه الحقيقة ندرك أهمية الوقت ومنح الفرص في نمو الحب واستقرار البيوت.
أما الحقيقة الثانية فهي أن لكل قلب مفتاحه، وليس ما يصلح لزوج صديقتك هو نفسه ما يصلح لزوجك، فلا تتسرَّعي بقولكِ إنه لا يرضيه شيء، واسألي نفسك: هل ما تحاولين فعله لإرضائه هو ما يرغب فيه حقًّا؟ أم ما تظنين أنت أنه يفترض أن يرضيه؟
الفكرة من كتاب كيف تبنين بيتًا سعيدًا
سيارة ومال كثير، كثير بما يكفي لألفَّ العالم كله، هذا ما أسميه حلمًا، إما أن أتزوج وأفقد كل متع الحياة، حتى الحب، نعم تعلمين عزيزتي ما إن يدخل الزواج من الباب حتى يغادر الحب من الشباك، ثم ما المميز في أن أتزوَّج؟كل الناس يتزوَّجون، بل كل الكائنات تفعل!
كثرت في زمننا مثل تلك الأفكار والنقاشات، ولكن هل تلك الأحلام هي السعادة حقًّا؟ وهل الزواج كما يتحدثون عنه؟
يقول تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾، ومن آياته؛ إذًا فالزواج آية من آيات الله؛ آية جاءت بعد ذكر قدرة الله على إخراج الحي من الميت وإخراج الميت من الحي، وبعد آية خلق الإنسان من تراب، وخلق السماوات والأرض، في وسط تلك الآيات ودلالات وجوده سبحانه، كانت آية خلق الأنثى من الرجل، لماذا؟ ليسكن إليها! وليكون ما بينهما ماذا؟ شحناء وندية وكدر؟ لا بل مودة ورحمة، إنها آية من آيات الله سبحانه، وفي كل نفسين تجتمعان على ميثاق الله آية متجدِّدة نراها بأعيننا، فما سرها؟ وكيف نصل إلى تلك المودة والرحمة والسكينة التي يصفها سبحانه في بيوتنا؟
مؤلف كتاب كيف تبنين بيتًا سعيدًا
الدكتور أكرم رضا مرسي: خبير أسري وتربوي، واستشاري تنمية بشرية وتطوير، من مواليد القاهرة عام 1959م، تخرج في كلية الصيدلة عام 1982، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه في الشريعة الإسلامية، وقد حصل على الدبلوم الخاص للإرشاد النفسي في مجال التربية وعلم النفس، إضافةً إلى حصوله على دبلوم الإدارة التنفيذية EMD من الجامعة الأمريكية في القاهرة، له عدد كبير من المؤلفات والسلاسل في كثير من المجالات أبرزها الأسري والتربوي، ومن مؤلفاته:
على أعتاب الزواج.
بيوت بلا ديون.
قواعد تكوين البيت المسلم.
متعة النجاح.