الزواج الثاني
الزواج الثاني
يتطلَّب الزواج حسن فهم ونضج من الطرفين كي يُكتب له الاستمرار، وتختلف النساء في أمر الزواج الثاني، فمنهن من تتردَّد في الارتباط بآخر ومنهن من تسارع إلى ذلك، فالأمر لا يتوقف على الاحتياج المادي أو العاطفي أو الجسدي فقط أو كل هذه العوامل مجتمعة، بل يرجع في كثير من الأوقات إلى احتياج الرفيق، إنسان تنتمي إليه، ووقع التجربة الأولى على نفس المرأة يشكِّل دورًا في حسم قرار الزواج الثاني، فقد تتردَّد خوفًا من تكرار تجربة تجر عليها آلامًا جديدة، وفي الزواج الثاني يكون الأمل معقودًا أن يكون كلا الطرفين قد تعلَّم من تجربته الأولى واستفاد من الأخطاء فيكون أكثر نضجًا ومقدرة على إدارة حياته الزوجية نحو السعادة والاستقرار، حيث تكون النظرة المثالية والتوقعات الخيالية أقل مع تأكيد أهمية الثقة المتبادلة والاحترام والاستقلالية.
ونجاح الزواج الثاني متوقف على تفهم كلا الطرفين لاحتياجات الآخر وتكيف كلٍّ منهما مع أسلوب حياة الطرف الآخر، فتكون العلاقة ناجحة عندما يتساوى فيها مقدار العطاء مع مقدار الأخذ، ففي العلاقات الناجحة يشعر كل طرف بذاته وأهميته واحترامه وأنه مرغوب لذاته فيقل الصراع والتوتر ويسعى كلا الطرفين لإسعاد الآخر.
ومن أهم المخاطر التي يواجهها الزواج الثاني هي المقارنة بين الأول والثاني، ولكن الأمر يتطلَّب مرونةً وصبرًا لتغيير العادات وأسلوب المعيشة، فعادةً تجلب المقارنات إفسادًا ومنغصاتٍ للحياة، وقد يصبح الأطفال سببًا للنزاع بين الزوجين فتأخذ المشكلات شكلًا مختلفًا، وتصبح ثلاثية الأبعاد بدلًا من أن تكون من طرفين فقط، فتزداد المشكلات تعقيدًا ويصعب حلها، لذا فمن الأفضل أن يفصح الجميع عن مشاعره وأفكاره بوضوح وبساطة ويعملون على تفهم الوضع الجديد وتجنب تحيز أحد الأطراف لآخر ضد الثالث لخلق العداوة مما يؤدي إلى الفشل، وقد يثمر الزواج الجديد أطفالًا جددًا، ما يقلِّل من التوتُّر والصراع ويدعم العلاقة، فالطفل يمثِّل نسيجًا مشتركًا تخلَّق من كلٍّ منهما، فهو تجسيد مادي ومعنوي لكلا الطرفين، وهو ثمرة الحب وأحد أهداف الزواج الأساسية.
الفكرة من كتاب امرأة في محنة
المرأة كالطفل إما أن تعبر عن نفسها على نحو مباشر، وإما أن تكتم مشاعرها وتظهرُ عليها أعراض أخرى كاضطراب النوم أو الطعام أو اختلال السلوك، ومن تلك المواقف الصعبة التي من الممكن أن تواجهها المرأة فقد الشريك أو الطلاق أو الزواج الثاني، وقد تتعرَّض لصدمات في طفولتها فتؤثر في علاقتها بزوجها وأطفالها.
يحاول الكاتب أن يتناول كل تلك القضايا وأثرها في المرأة، فالطب النفسي لا يناقش السلوك الإنساني من منظور أخلاقي قيمي، كما أنه لا يبحث عن المبررات الاجتماعية ليفسر السلوك ولا يقتصر على التأثير المباشر في مشكلات الإنسان المعاصر، بل ينظر إلى سنوات التكوين الأولى ومؤثرات البيئة في مراحل النمو المختلفة والعامل الوراثي، فيتعامل مع كل إنسان كوحدة مستقلة وكيان خاص وقيمة متفردة.
مؤلف كتاب امرأة في محنة
عادل صادق: طبيب نفسي، ولد عام 1943م بمحافظة القاهرة، وعرف بالتفوق والالتزام وبشخصيته الكاريزمية القيادية، حصل على زمالة الكلية الملكية للأطباء النفسيين بلندن عام 1984م، نال جائزة الدولة في تبسيط العلوم عام 1990م، توفي عام 2004م، من أشهر مؤلفاته: “الألم النفسي والعضوي”، و”سيناريو الحياة” و”حكايات نفسية”.