الزائرين للحُجرات
الزائرين للحُجرات
كان الناس يقصدون الحُجرات زيارةً وسؤالًا وحُبًّا، يأتون إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيستقبلهم ويُكرمهم، ويُعلمهم أمور دينهم.
كذلك تزوره ابنته وأبناؤها، فتروي لنا السيدة عائشة (رضي الله عنها) استقبال النبي (صلى الله عليه وسلم) لابنته فاطمة (رضي الله عنها)، فتقول: ما رأيت أحدًا من الناس أشبه كلامًا برسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا حديثًا ولا جلسة من فاطمة، وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا رآها قد أقبلت رحَّب بها، ثم قام إليها فقبَّلها، ثم أخذها بيده، فجاء بها حتى يجلسها في مكانه، وكانت إذا رأت النبي (صلى الله عليه وسلم) رحَّبت به، ثم قامت إليه فقبَّلته.
أما في زيارة صحابته له (صلى الله عليه وسلم)، فعن أبي موسى الأشعري (رضي الله عنه) قال: ولد لي غُلام، فأتيت به رسول الله (صلى الله عليه وسلَّم)، فسماه إبراهيم، وحنَّكه بتمرة، ودعا له بالبركة، ودفعه إليَّ، وكان أكبر ولد أبي موسى.
ويروي عبدالله بن عمر (رضي الله عنه) قائلًا: بينما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جالس، وعائشة جالسة وراءه إذ استأذن أبو بكر فدخل، ثم استأذن عمر فدخل، ثم عثمان بن عفان فدخل، ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتحدث كاشفًا عن ركبتيه، فمدَّ ثوبه على ركبتيه، وقال لامرأته: استأخري عنِّي، فتحدَّثوا ساعة ثم خرجوا، فسألت عائشة تقول: يا رسول الله، دخل عليك أصحابك فلم تصلح ثوبك، ولم تؤخِّرني عنك، حتى دخل عثمان.
فقال (صلى الله عليه وسلم): يا عائشة، ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة؟ والذي نفس محمد بيده، إن الملائكة تستحي من عثمان كما تستحي من الله ورسوله، ولو دخل وأنتِ قريبة مني لم يرفع رأسه، ولم يتحدث حتى يخرج.
الفكرة من كتاب الحُجرات الشريفة سيرة وتاريخًا
إن البيوت الجليلة لا بُد أن تُعرف، ولا بد أن يسعى المُسلم ليتعلَّم منها حتى يكون بيته على نهج هذه البيوت الطيِّبة، وبيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خير بيت! فهو أكمل البشر وأحسنهم، وهو (صلى الله عليه وسلم) مُعلِّم الخلق بأقواله، وأفعاله، وأخلاقه، من غير تعنيف أو تنفير، يرحم الصغير ويوقِّر الكبير.
ولهذا جاء كتابُنا ليُبيِّن الجوانب المُهمة في حياة رسولنا (صلى الله عليه وسلم) من خلال واقعه الحياتي في بيته وحُجرات أزواجه الطاهرات الطيِّبات، وذلك عند معاملته (صلى الله عليه وسلم) معهن، والزائرين لديه، والداخلين إليه.
مؤلف كتاب الحُجرات الشريفة سيرة وتاريخًا
صفوان بن عدنان داوودي: ولد سنة 1960م، عالم مقرئ، وفقيه أصولي، ومحقِّق متقن، ومصنَّف مجيد، على مَكِنَة من علوم العربية والحديث.
ولد بدمشق، وابتدأ طلب العلم صغيرًا، حفظ كتاب الله وجوَّده، وحصَّل الفقه والتفسير والحديث واللغة، درس علوم الشريعة الإسلامية في جامعة مراد آباد في الهند، وحصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه من الجامعة الأمريكية المفتوحة بواشنطن، واستقر بالمدينة المنوَّرة وأخذ عن عُلمائها الكثير من العلوم، والآن يقوم بالتدريس والإقراء في الحرم المدني الشريف، وتخرج به عدد من المشايخ في القرآن والقراءات والفقه والأصول والحديث واللغة.
من مؤلفاته:
زيد بن ثابت كاتب الوحي وجامع القرآن.
أُبيُّ بن كعب صاحب رسول الله وسيد القراء في زمانه.
قواعد أصول الفقه وتطبيقاتها.