الرياضيات
بدأت إسهامات حضارة الإسلام في علم الرياضيات على يد الخوارزمي مؤسس علم الجبر، حينما ألف كتابه حساب الجبر والمقابلة الذي احتوى الأسس الرئيسة للعلم، كذلك كان من أبرز إسهاماته الرياضية بيانه للأعداد الهندية التي أصبحت أرقامًا مستعملة في العالم الغربي الحديث، وبيانه لكيفية حل مسألة رياضية في عدد محدد من الخطوات عن طريق تكرار عمليةٍ ما، وهو ما عرف في ما بعد بالخوارزميات، جاء عمر بن إبراهيم الخيام ليكمل ما بدأه الخوارزمي بتأليفه لكتاب إيضاح مسائل الجبر وكتاب ميزان الحكمة، الذي قال عنه أحد العلماء في أوروبا إنه أفضل عمل في الميكانيكا والهيدروستاتيكا الفيزيائية، جاء بعد ذلك شريف الدين الطوسي وكان أول من أشار إلى المعادلات التكعيبية وأفرد لها جزءًا من كتبه،
جاء بعد ذلك الجزري صاحب الاختراعات الفريدة التي اعتمد فيها على معرفته بعلم الميكانيكا، ولم يصلنا من كتبه سوى كتاب معرفة الحيل الهندسية الذي احتوى ما يقرب من مئة اختراع متضمنًا مئة وثلاثة وسبعين رسمًا توضيحيًّا لهذه الأشياء، تحدث الجزري عن بناء الساعات وكيفية الاستدلال على مرور الوقت من خلالها، وقام باستخدام هذه الساعات للتحكم فى ضخ نافورة الماء ولإظلام مصابيح الزيت، كما قام باختراع آلة على شكل طاووس يصب الماء من منقاره عندما يقف أمامه أحد الأشخاص، وآلة أخرى على شكل غلام يشبه جهاز الروبوت، كذلك قام باختراع جهاز للفصاد لقياس كمية الدم المأخوذ من المريض لتظهر النتيجة بعد ذلك في مقياس مدرج، كما اخترع أيضًا آلات لرفع الماء من الآبار الواسعة، وساعة إنذار تماثل شكل المنبه.
لم تخلُ العلوم الأخرى من إسهامات علماء مسلمين، ففي علم الاجتماع وجد ابن خلدون الذي وضع بمقدمته الشهيرة أساسًا لهذا العلم، وفي علم الكيمياء وجد جابر بن حيان مؤسس علم الكيمياء الذي قام بدراسة خصائص المواد والتفاعلات الكيميائية التي تجري بينها، وفي علم البصريات وجد ابن الهيثم صاحب كتاب المناظر والاكتشافات الفريدة، وكل هؤلاء اعتمد الغرب على ما توصلوا إليه في هذه العلوم وسار على خطاهم.
الفكرة من كتاب نُورٌ مِنَ الشرق كيف ساعدت علوم الحضارة الإسلامية على تشكيل العالم الغربي
إن الفكر العلمي تراث مشترك تتقاسمه الإنسانية، إذ يعتمد تطوُّر العلوم بشكل رئيس على دراسة أعمال السابقين ثم العمل على تطويرها وتصحيح الأخطاء التي وردت فيها، هكذا كان للأمم السابقة أثرٌ بالغٌ في ما وصل إليه العالم الغربي الحديث من ثورة علمية، فالثورة العلمية ليست طفرة في تاريخ البشرية بعد عصورٍ من الظلام وإنما نِتاج وثمرة لما قامت به الأمم السابقة، إضافةً إلى جهود علماء الغرب من بعدهم، يحتوي هذا الكتاب عرضًا موجزًا للمعارف التي توصَّلت إليها الحضارات السابقة في مختلف العلوم، مع التركيز بشكل رئيس على حضارة المسلمين باعتبار أن معظم العلوم وصلت إلى أوروبا عن طريق الحضارةِ الإسلامية.
مؤلف كتاب نُورٌ مِنَ الشرق كيف ساعدت علوم الحضارة الإسلامية على تشكيل العالم الغربي
جون فريلي: ولد عام 1926م في نيويورك، حصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة نيويورك، ثم قضى سنة ما بعد الدكتوراه في دراسة تاريخ العلوم بجامعة أكسفورد، استمر عمله باحثًا فيزيائيًّا لمدة تسعة أعوام، ثم عمل بعد ذلك في تدريس مقرَّرات الفيزياء بعدة جامعات، كما عمل أيضًا بتدريس مادة تاريخ العلوم.
معلومات عن المترجم:
الدكتور أحمد فؤاد باشا: ولد في محافظة الشرقية بمصر، حصل على درجة البكالوريوس والماجستير من كلية العلوم جامعة القاهرة، كما حصل على دكتوراه الفلسفة في الفيزياء من جامعة موسكو، وعمل في التدريس ثم عُيِّن وكيلًا لكلية العلوم ثم عميدًا لها، وتعدَّدت أعماله بين التأليف والترجمة