الروماتيزم
الروماتيزم
حتى وقتنا هذا يبقى الروماتيزم مجهول السبب، ولا توجد إلا نظريات لتفسير سبب حدوثه، وأقواها نظرية المناعة الذاتية (Autoimmunity) التي يفسر بها العلماء الروماتيزم بأنه يحدث عندما يصيب الجسم اختلال في جهاز المناعة يجعله يعتبر بعض البروتينات الموجودة في الجسم أجسامًا غريبة يولد لها مضادات (Antigens)، فيواجه الجسم تلك المضادات بإطلاق أجسام مضادة وهذه الأجسام المضادة تسمى عامل الروماتويد (rheumatoid factor).
ويستجيب المريض لهذا المرض بتضخم في المفصل المصاب نتيجة لتضخم الغلاف الزلالي، ومع تزايد أعراض المرض يصبح المفصل رخوًا ويتآكل مع مضى الوقت، ثم يصيب التآكل العظام نفسها، ثم الأربطة والأنسجة والعضلات والأوتار المحيطة التي تضعف وتتمزق وتختل، ما يجعل المريض يشعر بالخدر في أطرافه وضعف في عضلاته ويصاب بتشوه في الأطراف والمفاصل التي أصيبت.
ومن سمات هذا المرض أنه يصيب المريض تدريجيًّا، إذ يبدأ بألم ثم تصلب في المفاصل ومع الوقت يزداد سوءًا مع كل حركة بعد راحة، ومن الأعراض المصاحبة لهذا المرض التهاب العينين والتهاب مجرى البول، وحكة جلدية مصحوبة باحمرار، وتكوّن قشرة فضية إذا حُكَّت تترك ندوبًا حمراء، وهو لا يصيب الكبار فقط ولكنه يصيب الأطفال أيضًا، وفي حالة إصابة الأطفال تكون الإصابة أشد وأعتى من إصابة الكبار، فالغدد الليمفاوية للأطفال تتضخم ويتضخم معها الطحال ويصاحَب بعد ذلك بأنيميا في الدم، وتسمى تلك الأعراض مجتمعة بمرض ستل (Still’s disease).
ويحتاج علاج الروماتيزم إلى فريق متكامل يبدأ بالطبيب الباطني الذي يبدأ العلاج الطبي بالكورتيزون وغيره من الأدوية المضادة للروماتيزم المسماة بمضادات الالتهابات، ومع الباطني يأتي دور جراح العظام الذي يحافظ على المفاصل في أوضاعها الصحيحة، والذي قد يتدخل لتثبيت المفصل أو ليستبدل به مفصلًا صناعيًّا ليسمح له بالحركة واستبدال وتر من الأوتار التي تمزقت بسبب المرض، والعلاج يتدرج من التمارين السلبية إلى الإيجابية إلى استعمال جلسات كهربائية كالموجات القصيرة وفوق الصوتية كيفما تقتضي الحالة، ومعهم جراح الأسنان الذي يعالج اللثة المتقيحة، والجرَّاح العام لعلاج البؤر العامة في الجسم.
الفكرة من كتاب آلام العظام والمفاصل وكيفية الوقاية منها
شُكلت العظام وصُوِّرت في أحسن تقويم، فلا تجد عظْمة مبالغًا في حجمها أو ضعيفة التكوين غير قادرة على حمل الإنسان وتحريكه أو حمل أعضائه وحمايتها من الصدمات القوية أو الضعيفة، وإذا أصيبت إحدى تلك العظام بالتهاب أو كسر تداعى لها بقية الجسد وعجز عن أداء مهامه على الوجه الأكمل، ومن هنا تأتي أهمية أن يعرف كلّ منا دور عظامه في جسده وطريقة عملها وكيفية الحفاظ عليها من الضمور أو الالتهاب أو الارتخاء والتداعي سواء بسبب الأمراض أو الشيخوخة.
ومن هنا يعرض الدكتور عاطف لماضة في كتابه معلومات عن العظام وتكوينها، وطريقة عملها في جسم الإنسان، وعَلاقتها بما حولها من مفاصل، كما يعرض الحل الأمثل للتعامل مع شخص أصيب بكسر أمامك حتى توصله إلى المشفى، ويعرض بعض الأمراض التي تصيب عظام والإنسان ومفاصله ووسائل التغلب على تلك الأمراض والوقاية منها.
مؤلف كتاب آلام العظام والمفاصل وكيفية الوقاية منها
د. عاطف لماضة: متخرج في كلية الطب بجامعة الأزهر، وحاصل على بكالوريوس طب الأمراض النفسية والعصبية، وله مؤلفات عدة، أبرزها:
السكر.. الصديق اللدود.
الإسعافات الأولية للكبار.
تغذية الطفل.. بين شغف الأمهات وحقائق العلم.
الحمل والولادة.. أسرار ومتاعب كيف نواجهها.