الروبوتات تُجيد كل شيء
الروبوتات تُجيد كل شيء
في عصر المعلومات وثورة الاتصالات صارت الروبوتات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي قادرة على فعل كل شيء، فقد استطاعت مواجهة كورونا، إذ استُعين بها في الأماكن العامة لتوجيه المواطنين وتنبيههم لضرورة ارتداء الكمامة واتباع إرشادات النظافة والتطهير، كما أُنشِئت تطبيقات تتبع إشارات لأعراض المرض أو تُبلغ بوجوده على متن الرحلة التي توجد فيها، ونتيجة لهذه التجربة وإثباتًا لقدرة الذكاء الاصطناعي على تخطي الكوارث والمخاطر، يجري إعداد تطبيق يعمل على الهواتف الذكية وظيفته التعرف على الأعراض الأولى لمرض ألزهايمر من خلال تتبع ما نقوله على الهاتف، إذ يرصد التلعثم وأخطاء النطق ويحللها تحليلًا معقدًا، وبعد مدة من المتابعة يُعد تقريرًا يوضح درجة الاختلاف في أسلوب الحديث، ويحدد حينها البدايات المبكرة لاحتمالية الإصابة بألزهايمر.
ولم يتوقف استخدام الذكاء الاصطناعي على مواجهة المخاطر والكوارث، بل انتقل إلى المشاركة في العملية التعليمية، إذ يُستخدَم حاليًّا في مساعدة المعلم على تصحيح الامتحانات المُعدَّة بنظام الاختيارات المتعددة، وجارٍ العمل على تطويره لتصحيح أنواع الاختبارات كافة، كما يُشارك في عملية المراقبة في أثناء خوض الطلاب الامتحانات، فيمكن للأنظمة الجديدة اكتشاف سلوك الغش لدى الطلاب ومكافحته والإبلاغ عن مرتكبه، ومنع الطلاب من فتح أي روابط أو متصفحات غير التي يُجيب من خلالها عن أسئلة الامتحان، وقد ثبت أن دقة هذه الأساليب تصل إلى 98% وهي نسبة تُجاوز فاعلية الأساليب القديمة والتقليدية.
كما انتقل الذكاء الاصطناعي إلى مجال يُعد من أصعب المجالات ألا وهو الاقتصاد، فمسائل هذا المجال لا يتفق على حلها أربعة، ولكنه أثبت قدرة عالية على رسم المسارات المستقبلية للأسواق المالية واقتراح قرارات وتفضيلات محددة، وتحديد القطاعات الواعدة أو الأخرى التي تحتاج إلى مزيد من الدعم، وهذا بالضبط ما كان يفعله المحلل الاقتصادي اعتمادًا على ما لديه من زخم معلومات وبيانات تاريخية، ولكن الفارق بينهما في حجم البيانات التي يمكن لكليهما استيعابها وتحليلها، والآلة هنا تفوز.
الفكرة من كتاب الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات
إن الهدف من الذكاء الاصطناعي أن يجعل حياتنا سهلة كأن يقرأ لنا كتابًا أو مقالًا أو يُلخصه، وأن يتوقع لنا مستقبل الأمراض بِناءً على تحليل البيانات المتاحة حاليًّا، ويتنبأ بالكوارث الطبيعية، وغيرها من الأمور المذهلة، ولكن هل حقًّا كل ما ينتج عن الذكاء الاصطناعي جيد أم هناك جانب مظلم ينبغي لنا أن نحذره؟
من خلال هذا الكتاب سنتعرف معًا الجوانب الإيجابية والسلبية للذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.
مؤلف كتاب الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات
زياد عبد التواب: مساعد الأمين العام لنظم المعلومات والتحول الرقمي بجمهورية مصر العربية، حاصل على ماجستير في تكنولوجيا المعلومات وإدارة الأعمال من جامعة ميدلسيكس في المملكة المتحدة، لديه خبرة تزيد على 28 عامًا في مجال تصميم وإدارة الشبكات وأنظمة المعلومات، وحلول التحول الرقمي، وقد شغل عدة مناصب في مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء.
له عدد من المقالات الفنية المتخصصة في مجلة الهلال، ومجلة المصور، ومجلة الديمقراطية، ومجلة لغة العصر، وجريدة روز اليوسف، كما ألّف كتاب “صفر واحد مدخل إلى الوعي الرقمي”.د