الرواية بالنسبة إلى إيكو.. ونظرته الفلسفية
الرواية بالنسبة إلى إيكو.. ونظرته الفلسفية
وعن السؤال الذي يتعلَّق بكتابته للراوية، فقد أجاب “إيكو” أنه كان دائمًا ما يعشق السرد وهو ما وجده ركنًا أساسيًّا في الأسلوب الروائي، حتى إنه قد أصدر عام 1979م كتابًا عن آليات السرد وسماه بدور القارئ، فالأمر ببساطة هو توصيل الفكرة عبر التأويل أو تقديم بنيات موضوعية بالتدريج.
ذكر إيكو أنه بحكم عمله أستاذًا، فتوجد علاقة بين نشاطه بوصفه كاتبًا، ونشاطه بوصفه أستاذًا، ويمكن اختصارها في أن الطلاب يعلمون أستاذهم إيجاد طرائق قوية لتوضيح الأفكار وكتابة ما سبق أن درسه، وبذلك فقد عرف أساليب تمكنه من توصيل أفكاره، كما هناك ما أسماه بالقدرة الإيروسية، بمعنى ضرورة جذب انتباه الجمهور في الدقائق الثلاث الأولى من الحديث.
وفيما يخص ارتباط النشاط الفلسفي بالأحداث الجارية، فقد عبر “إيكو” أنه لا يوجد فرق بين نشاطه فيلسوفًا وكاتبًا وبين ما يحدث على أرض الواقع، حتى إن رواياته التي قدمها كانت تسهم في فهم ما يُسمَّى ببعض الخفايا الدامية في التاريخ بمنظور سياسي، وعن مشاريعه فقد أوضح أن لديه بحثًا ضخمًا عن بعض اللحظات التاريخية للفلسفة اليونانية وفلسفة العصر الوسيط في مسألة الاختلاف النوعي، إذ يجد فيها لغزًا ما خفيًّا جعل الفلسفات الكبرى تتطرَّق إليها بشكل محدود تفاديًا للمضايقات، ليقرِّر هو العثور على مفتاح اللغز وتفجير هذه الفضيحة الفلسفية.
الفكرة من كتاب حرائق السؤال
أربعة حوارات مع أربعة من أكبر الأدباء إسهامًا في الأدب العالمي، قام بها محاورون على درجة عالية من الثقافة ليخرج لنا هذا الكتاب الذي يمثل كنزًا أدبيًّا رفيع المستوى، وهي حوارات شائقة وخفيفة تناولت تجارب هؤلاء الأدباء الكبار في الرواية وبداياتهم، فالحديث معهم بمنزلة درس في الحياة، لذا فهذا الكتاب أداة ثمينة في يد من يريد اتخاذ طريق الأدب والرواية، وحتى الفلسفة.
مؤلف كتاب حرائق السؤال
ماريو فوسكو، روبيرتو أديفانو، جان مونتالبيتي، مجموعة من المحاورين المثقفين بدرجة عالية، يعمل المحاورون الثلاثة لصالح مجلة ماغازين ليترير.
وهذا الكتاب ترجمة محمد صوف، وهو مترجم عربي ترجم عدة أعمال شهيرة أهمها “حرائق السؤال”، و”طفل من حقول الكاكاو” للمؤلف جورج أمادو.