الرق في العالم الغربي
الرق في العالم الغربي
اتخذ الرق عند الغرب نظامًا اقتصاديًّا، عن طريق جلب العبيد للعمل في المزارع التجارية واستخدامهم في رفع الأثقال وجرها مثل المواشي، وعلى الرغم من أن صورة العرب والإسلام أشيعت في ذهن الأفريقي بصورة العبودية والاستغلال وهناك بعض النخب الذين يرددون أن تجارة الرقيق كانت جريمة العرب دون سواهم، متغاضين عن حقيقة أن الأوروبيين مارسوا تجارة الرق إلى أكثر من أربعة قرون تعرضت القارة خلالها لعملية استنزاف بشرية أضعفتها، وسهلت عملية السيطرة عليها.
فكان للعبيد دور مهم جدًّا في الرأسمالية الحديثة الأوروبية من القرن السادس عشر، فقد ازدادت الرأسمالية الأوروبية مع ازدهار تجارة الرقيق، فقد كانت العبودية هي الأساس المباشر للعمل في مصانع النسيج والسفن، والقطن فقد أعطت العبودية للمستعمرات قيمتها في التجارة العالمية للتصنيع على نطاق واسع.
ومع انتشار تجارة الرق في القرن السابع عشر أصبح الاسترقاق هو العنصر الحاكم في العلاقات الأفريقية الأوروبية، فقد مورست تجارة الرق ليس فقط من العرب والأوروبيين، بل إن اليهود كان لهم دور كبير لأنهم كانوا يعتبرون الرق من أهم الأنشطة التجارية، فكانت توجد شبكة من اليهود في إسبانيا والمغرب الأقصى وبلاد السودان مرورًا بالشام حتى المشرق الأقصى مستفيدين من معرفتهم بعدة لغات، وكانوا يقومون بدور الوسيط والسمسرة بين التجار الأجانب الوافدين وأهل بلاد المغرب.
الفكرة من كتاب تجارة العبيد في أفريقيا
يتضافر هذا الكتاب مع كتاب “العبودية في أفريقيا” الذي يوضح معاملة العبيد الأفارقة، وقد عرفت القارة الأفريقية ظاهرة الرق قبل مجيء الأوروبيين إليها، فكان الرق مكونًا حيويًّا في إطار المجتمع، وله مكان معين تحدده التقاليد السارية والعادات، ولكن تحولت على يد الأوروبيين إلى عملية وحشية من الصيد الذي لا يرحم، وبعد انتهاء مرحلة الاسترقاق في القارة الأفريقية اتجهوا إلى السيطرة على القارة بأكملها شعبًا وأرضًا، وبدأت مع مرحلة الاستعمار الانقسامات بين أبناء القارة مما ساعدهم على عملية الغزو والسيطرة على أراضي القارة وجني ثرواتها منها.
مؤلف كتاب تجارة العبيد في أفريقيا
عايدة العزب موسى: كاتبة مصرية متخصِّصة في الشأن الأفريقي، ولديها الكثير من الأعمال حول أفريقيا، ولها العديد من المؤلفات والكتب منها: “محنة الصومال من التفتيت إلى القرصنة”، و”جذور العنف في الغرب الأفريقي”، و”حالتا مالي ونيجيريا”.