الرق في العالم العربي
الرق في العالم العربي
اتخذ الرق عند العرب نظامًا اجتماعيًّا فكان قائمًا على خدمة المنازل والجيوش، وكان سوق الرق محدودًا، وكان التبادل التجاري بين العرب والأفارقة يجلب للجانبين الرخاء الاقتصادي والازدهار الحضاري، وظهر ذلك في الممالك فكان حجم التجارة محدودًا مقارنةً بتجارة الرق المدمرة الأوروبية، فكان الأفريقيون هم الذين يجلبون الرقيق إلى العرب ويقايضونهم عليه.
وكانت هناك علاقة وطيدة بين العرب والأفريقيين في الرغبة للربح وتبادل المصالح، وانقسمت تجارة الرقيق عند العرب إلى قسمين: قسم داخلي ويشمل تجارة الرق بين أصحاب القوافل وسكان المدن وأصحاب المزارع من العرف، وقسم خارجي يشمل الرقيق الذي يصدر إلى الخارج كلًّا من مسقط وجزر المحيط الهندي وفارس وأصفهان وبغداد والبصرة والبحرين والهند، وكان هناك نوع آخر وهو مبادلة الرقيق شرق أفريقيا بالهندوس في الهند.
كانت جزيرة مدغشقر هي المركز الدائم لتجارة الرقيق من حيث الاستيراد والتصدير، وكان الحاكم يفرض ضريبة على كل رأس من الرقيق المصدَّر تصل إلى 2.5 دولار، وكان يتم التصدير إلى شبه الجزيرة العربية، والخليج العربي، والأمريكتين والهند، وكان أيضًا السودان الغربي المصدر الذي تأتي منه تجارة الرق إلى المغرب الأقصى عبر القوافل التجارية في الصحراء للمتاجرة في الرقيق والذهب.
الفكرة من كتاب تجارة العبيد في أفريقيا
يتضافر هذا الكتاب مع كتاب “العبودية في أفريقيا” الذي يوضح معاملة العبيد الأفارقة، وقد عرفت القارة الأفريقية ظاهرة الرق قبل مجيء الأوروبيين إليها، فكان الرق مكونًا حيويًّا في إطار المجتمع، وله مكان معين تحدده التقاليد السارية والعادات، ولكن تحولت على يد الأوروبيين إلى عملية وحشية من الصيد الذي لا يرحم، وبعد انتهاء مرحلة الاسترقاق في القارة الأفريقية اتجهوا إلى السيطرة على القارة بأكملها شعبًا وأرضًا، وبدأت مع مرحلة الاستعمار الانقسامات بين أبناء القارة مما ساعدهم على عملية الغزو والسيطرة على أراضي القارة وجني ثرواتها منها.
مؤلف كتاب تجارة العبيد في أفريقيا
عايدة العزب موسى: كاتبة مصرية متخصِّصة في الشأن الأفريقي، ولديها الكثير من الأعمال حول أفريقيا، ولها العديد من المؤلفات والكتب منها: “محنة الصومال من التفتيت إلى القرصنة”، و”جذور العنف في الغرب الأفريقي”، و”حالتا مالي ونيجيريا”.