الرفاه الشخصي

في خلال السنوات والعقود القليلة الماضية، بدأ الباحثون والعاملون في مجالات مختلفة بإحصاء الأثمان المترتِّبة على أسلوب العيش المادي والاستهلاكي، ومن تلك الأبحاث ما أجراه مؤلف الكتاب على عدد من المراهقين وطلبة الجامعات والراشدين وكبار السن، إذ قام بالتركيز على فهم ما يراه هؤلاء مهمًّا وذا قيمة في الحياة، وربط ذلك بمظاهر أخرى من حياتهم كالسعادة والاكتئاب والقلق.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وكانت نتيجة تلك الأبحاث أن الذين اعتبروا النجاح المالي قيمة مركزية في حياتهم، كانت مستويات السعادة لديهم منخفضة، بينما مستويات الكآبة والقلق لديهم كانت عالية جدًّا، كما أن الذين ركَّزوا على النجاحات المالية لم يكونوا متكيِّفين مع المجتمع ويتصرَّفون بطُرق تدميرية، مثل التخريب والانصراف من المدرسة خِلسة، وحمل السلاح.

إن السعي وراء المادية وثقافة الاستهلاك يولِّد شخصيات نرجسية تتسم بالغرور والأنانية، ورغم حَثِّ الثقافة الاستهلاكية على اكتساب الأموال وتملُّك الأشياء، فإنها تُشجِّع أيضًا على أن يمتلك الإنسان صورة وهيئة جذَّابتين، وأن يكون مشهورًا على المستوى الاجتماعي، إذ إن قيم الصورة والشهرة تترابط وتتداخل مع المال والتملُّك؛ ويتم ذلك من خلال ربط وسائل الإعلام المال والتملُّك بالمشاهير من الفنانين والمطربين، وغيرهم من الأثرياء ممن يظهرون بمظهر جميل وجذَّاب مروِّجين للمنتجات في الإعلانات.

إن السعي للحصول على الثروة والممتلكات قد يكون بالفعل مقوِّضًا للسعادة والرفاهية، وإن هناك علاقة عكسية/سلبية بين التوجُّه المادي وبين الرفاهية والسعادة، إضافة إلى النرجسية والسلوك المُعاد تجاه المجتمع، مقارنةً بالذين لا يجعلون النجاحات المالية والقيم المادية والثقافة الاستهلاكية هدفًا أساسيًّا وحاجة ضرورية في حياتهم.

رغم وفرة الطعام والشراب والمسكن والملبس في عالمنا المُعاصر، والتي تكفي حاجات كل إنسان على وجه الكرة الأرضية؛ فإننا نجد تفاوتًا كبيرًا بين البشر، وتقسيم العالم إلى قسمين: “عالم أول” ينعم بالثروة والرفاهية؛ و”عالم ثالث” ينتشر فيه الفقر والحرمان والصراعات، وهذا راجع إلى انتشار الفلسفة المادية، وثقافة الاستهلاك، حيث يتم الحكم على الإنسان من خلال ما يكسبه من أموال، وما يمتلكه من ملابس وسيارات وما يقدر على شرائه -عمومًا- من أشياء، وكذلك ما يجده من شُهرة بين الناس.

في هذا الكتاب يحاول تيم كاسِر بيان تأثير ثقافتنا المعاصرة للاستهلاك والمادية في سعادتنا اليومية وصحتنا النفسية.

تيم كاسِر Tim Kasser هو أستاذ علم نفس أمريكي، حاصل على درجة الدكتوراه في علم النفس من جامعة روتشستر، معروف بنقده للمادية وثقافة الاستهلاك، له أكثر من 120 مقالًا علميًّا؛ ومؤلف عدد من الكتب، أهمها: علم النفس وثقافة المستهلك، والثمن الباهظ للمادية.