الرضا والسعادة
الرضا والسعادة
لعلك تتساءل ما هو الرضا؟ ومم يتكون؟ وكيف نصل إليه؟ والرضا هو عملية القبول والموافقة الذهنية الناتجة عن تحقيق الفرد لحاجاته المتمثلة في مصالحه الشخصية، وهو العملية الذهنية التي تكون بين المفاهيم والمشاعر، وينقسم الرضا إلى نوعين: وهما الرضا الخاص والرضا العام، ويمكن توضيح الرضا الخاص كالتالي: فهو قبول فكرة معينة من عدم قبولها، بينما الرضا العام هو قبول وسيطرة مجموعة من الأفكار المرضية على الأفكار غير المرضية أو العكس، ومثال على ذلك قبولك لنفسك أو رضاك عنها (رضا عام) مع وجود عيب بك أو خصلة سيئة لست راضيًا عنها (رضا خاص)، وأيًّا كان نوع الرضا فهو دائمًا باتجاه حاجتك المتمثلة في مصالحك، ولأن الأمور ليست لها صفة معينة، فالمشكلة لا تتكون إلا إذا قدّرها الفرد وقاسها من جانب واحد، ولذلك فحينما يركّز الفقير على الجانب السلبي من فقره فسيكون غير راضٍ، ولكن إذا ركز على الجوانب الإيجابية فسيكون راضيًا به، وكل ما يفعله الشخص هو أنه يركز على الجانب الذي يريده من الأمور، والذي يقدر بأنه في صالحه.
ولا يمكن للفرد أن يكون راضيًا كل لحظة ودقيقة في حياته، والدليل على ذلك حاجات الإنسان، ولذا فالرضا المستمر غير موجود، ولكن الرضا العام للذات والحياة موجود وحقيقي، والرضا ومشاعره الممتعة هي إدمان لا يكتفي منه الفرد، ولذا هناك شيء آخر يسمى “حاجة الرضا أو الإثارة”، وهي وصف لتلك الظواهر التي تتمثل في بحث الإنسان عن الإثارة عند نقصها ليحصل على المشاعر الحسنة، ويكون الرضا حاجة عندما يرغب الفرد بالحفاظ عليه ليشبع باقي حاجاته، ليحصل على الرضا والمشاعر السعيدة الناتجة عنه، ومن ثم يمكن تعريف السعادة بأنها مرحلة الرضا عن شيء معين بأنه جيد وصحيح، والسعادة والتعاسة هما مشاعر ناتجة عن أفكار الفرد التي تمر بعملية القبول أو الرضا، فحينما تكون الفكرة مرضية يشعر الفرد بالسعادة وحينما تكون غير مرضية يشعر الفرد بالتعاسة، وحسب قوة وقيمة هذه الأفكار تكون قوة الشعور بالسعادة أو بالتعاسة.
الفكرة من كتاب تساؤلات نفسية
من منا لا يتساءل؟ لا أحد، إذ يدور بذهن الجميع العديد من الأسئلة، فقد خُلق الإنسان ووقوده الدافع لوجوده في الحياة هو التساؤلات، ولأننا نعيش في عالمٍ متعدد الجوانب نراه من منظورنا الخاص، تجدنا نبحث فيه عن إجابة للعديد من الأسئلة التي قد تتنوع بين: لماذا لا نشعر بالرضا؟ ولماذا لسنا قنوعين؟ لماذا لا نعيش حياتنا كما هي؟ ولماذا نفعل ما نفعل بشكل عام؟ ولأننا جميعًا نبحث عن إجابات لمثل هذه التساؤلات النفسية، جاء إلينا هذا الكتاب، ليوضح لنا تفسير السلوك البشري والدوافع التي تسيطر عليه، والحاجات التي يرغب في إشباعها، وسيصطحبنا الكاتب في رحلةٍ لتعرُّف ذواتنا، وكيفية حبها، والشعور بالرضا والسعادة تجاهها.
مؤلف كتاب تساؤلات نفسية
عبدالله إبراهيم المانع: كاتب سعودي حاصل على بكالوريوس علم النفس الإكلينيكي من كلية التربية عام 2013، ويعد هذا الكتاب هو الكتاب الوحيد المطبوع من أعماله حاليًّا.