الرد على الطاعنين
الرد على الطاعنين
ردَّ العقاد على الآراء الطاعنة ليبين خطأها، وكانت تلك الآراء حول مواقف مختلفة في حياة الصديق رضي الله عنه، ففي توليه الخلافة اتهموا الصديّق رضي الله عنه أنه وصل إليها بسبب مؤامرة بينه وبين ابنته عائشة، ولرد ذلك ذكر العقاد موقف السيدة عائشة رضي الله عنها حين طلب الرسول صلى الله عليه وسلم تقديم أبو بكر رضي الله عنه للصلاة فقالت عائشة رضي الله عنها: “يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف، وإنه متى ما يقم مقامك لا يسمع الناس فلو أمرت عمر.
فقال: مروا أبا بكر يصلي بالناس.
فقالت لحفصة: قولي له إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس فلو أمرت عمر؟
فقال: إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر أن يصلي بالناس”.
فالسيدة عائشة رضي الله عنها لم تخالف رسول الله صلى الله عليه وسلم قط في أمر خطير، ولكنَّها تردَّدت في هذا الموقف دون غيره، فتردُّدها دلالة عظمى على أنها بريئة من المظنَّة، فقد أظهر رغبة النبي صلى الله عليه وسلم في إسناد الأمر إلى أبي بكر وتقديمه على غيره من الصحابة إظهارًا لا مجال للشك فيه.
الفكرة من كتاب عبقرية الصديق
يتناول العقاد شخصية الصدِّيق أبي بكر رضي الله عنه من زاوية مُختلفة، استكمالًا لسلسلة العبقريات لديه، فالكتاب لا يتناول شخصه وحياته رضي الله عنه بصورة تقليدية، بل يتناوله تحليلًا ودراسةً وتفصيلًا من خلال مواقفه رضي الله عنه، فتناوله صديقًا وأبًا وحاكمًا، كما عقد مقارنات بين الصدِّيق والفاروق تُظهر تميُّز كلتا الشخصيتين في جوانبها المختلفة.
مؤلف كتاب عبقرية الصديق
عباس محمود العقاد: أديب ومفكر وصحفي وشاعر مصري، ولد في أسوان عام 1889م، حصل على شهادة الابتدائية لكنه كان مولعًا بالقراءة في مختلف المجالات، منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلُّمها، كما رفض الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة.
أضاف إلى المكتبة العربية أكثر من مائة كتاب في مختلف المجالات، فمن مؤلفاته: سلسلة العبقريات والإنسان في القرآن والتفكير فريضة إسلامية، وغيرها الكثير، تُوفِّيَ العقاد في القاهرة عام 1964م.