الرخصة الأخلاقية وتأثيرها في قوة الإرادة
الرخصة الأخلاقية وتأثيرها في قوة الإرادة
كثيرًا ما نجد فضائح عديدة لمشاهير اشتهروا بدعم قضية إنسانية ما، ولكن يتم الإمساك بهم متلبسين بفعل نفس الشيء الذي كانوا ينتقدونه، والسبب في ذلك يرجع إلى تدهور قوة إرادتهم بسبب كثرة الضغط الواقع عليهم، ولقد أثبتت التجارب العلمية الحديثة أن مثل هذه الحوادث راجعة إلى تأثير “الرخصة الأخلاقية”، والتي تقول: عندما تفعل شيئًا صائبًا، تشعر بالرضا عن نفسك، فتصبح أكثر ثقة بنوازاعك، وتقرِّر مكافأة نفسك على تصرُّفك الجيِّد بمنح نفسك الإذن للقيام بتصرُّف واحد سيئ كهدية لنفسك، وهذا فخ يقع فيه العديد من الناس، بالإضافة إلى أن الرخصة الأخلاقية لا تمنحنا فقط تصريحًا بأن نفعل السوء، بل وتشد وثاقنا إن طُلب منا فعل الخير.
وفي دراسة أخرى وجدت أن مجرد نية التبرُّع بالمال لمؤسسة خيرية دون تقديم المال بشكل فعلي تزيد لدى الناس من الرغبة في مكافأة أنفسهم، وهذا يدل على أنه لا يوجد مدقِّق في أدمغتنا يحسب بكل دقة مدى صلاح ما قمنا به من عمل، وأي نوع من الانغماس الذاتي أقدمنا عليه، إذ يساعدنا الشعور بالرضا عن أنفسنا فيما مضى من سلوكياتنا الصالحة على تبرير التساهل مع الذات مستقبلًا، ولو كان الشيء الوحيد الذي يدفعك للسيطرة الذاتية هو أن تكون شخصًا صالحًا بما يكفي، فإنك سوف تستسلم متى شعرت أنك وصلت إلى ذلك الحد الكافي من الصلاح، ولذا فإن أسوأ ما في “الترخيص الأخلاقي” ليس فقط منطِقه المغلوط؛ بل في كيفية خداعه لنا على نحو يدفعنا للعمل ضد مصالحنا الأهم، فهو يقنعنا بأن ذلك السلوك التدميري أيًّا كان ليس سوى “مكافأة”.
ولتجاوز فخ “الترخيص الأخلاقي”، يجب على الشخص تذكُّر السبب ودافعه من تصرُّفاته عند أول مناسبة يجد نفسه فيها مستغلًّا سلوكًا جيدًا من الماضي ليبرِّر به التساهل، وحاول أن تتوقَّف وتفكِّر في السبب الذي جعلك “صالحًا” ولا تفكِّر فيما إن كنت تستحق المكافأة أم “لا”، وحاول نسيان الخيرية كمعيار، وركِّز على الأهداف والقيم.
الفكرة من كتاب غريزة قوة الإرادة
معظم الناس يجدون أنفسهم فشلة عندما يتعلَّق الأمر بقوة الإرادة، فتجدهم لا يستطيعون التوقُّف عن التدخين، أو تناول الأطعمة السريعة، ويعزون سبب فشلهم إلى ضعف إرادتهم، ويشعرون بالذنب والخذلان بسبب ذلك، ولذا قام هذا الكتاب بمناقشة قوة الإرادة، وكيف نسيطر على الذات، وذلك عن طريق كسر العادات القديمة، وخلق عادات أخرى صحية.
وتعدُّ معرفتك بذاتك هي أساس السيطرة على النفس، ولذا ركَّز الكاتب على أكثر الأخطاء شيوعًا فيما يتعلق بقوة الإرادة لأن التشتُّت والإغراء والتسويف من التحديات البشرية العامة، وقام بالإجابة عن تساؤلات مثل: متى نستسلم للإغراءات؟ أو متى نؤجل ما نعرف أن علينا فعله؟ وما الذي يقود إلى الانهيار؟ وكيف نحوِّل معرفتنا بأسباب الفشل إلى خطط للنجاح؟
مؤلف كتاب غريزة قوة الإرادة
كيلي ماكُجونيجال : ولدت عام 1977، وهي طبيبة نفسية، ومحاضرة بجامعة “ستانفورد”، معروفة بعملها في مجال المساعدة العلمية التي تركِّز على ترجمة الأفكار من علم النفس وعلم الأعصاب إلى استراتيجيات عملية تدعم الصحة والرفاهية، وقامت بدراسة علم النفس والاتصال الجماهيري في جامعة “بوسطن”، وحصلت على الدكتوراه في علم النفس من جامعة “ستانفورد”، ولها عديد من المحاضرات على “TEDGlobal”، كما فازت بجائزة “والتر جاس” لجوائز كتاب الأعمال لعام 2013.
من أهم أعمالها:
Yoga for Pain Relief.
The Upside of Stress.
The Joy of Movement.