الرحالة الأدباء.. رحالو الحكاية
الرحالة الأدباء.. رحالو الحكاية
ياقوت الحموي هو ياقوت بن عبد الله الحموي، عاش في القرن السادس الهجري، وُلِد في اليونان، ثم أُسِر وانتهى به المطاف إلى بغداد، واهتم سيده بتربيته وتثقيفه حتى يستفيد من تعليمه فيما بعد، وقد شغف بالارتحال منذ سن مبكرة أثناء تنقله مع سيده للتجارة، ثم أفاد من وظيفته في نسخ الكتب بالاطلاع على أمهات كتب الثقافة الإسلامية، فقرَّر بدء رحلته إلى بلاد العرب وآسيا الصغرى، ثم استقر في مرو ليبدأ في تأليف كتابه الشهير “معجم البلدان” الذي يورد فيه أخبار البلاد التي زارها ومشاهداته فيها، كما ترك لنا موسوعة أخرى لا تقل أهمية هي “معجم الأدباء”، إضافةً إلى العديد من المؤلفات الأخرى.
والقزويني هو زكريا بن محمد بن محمود، ولد في قزوين شمال إيران، وعاش في القرن السادس الهجري، ارتحل لطلب العلم في الشام، وكان قد تولَّى القضاء في مدينتي واسط والحلة في العراق، وعاصر سقوط بغداد على أيدي المغول، فارتحل مرة أخرى في أقاليم العالم الإسلامي، ثم جال بعدها في الصين وبلاد الفرس، وأودع رحلاته في كتابه “آثار البلاد وأخبار العباد”، الذي يتميَّز بأسلوبه القصصي وحكاياته الغريبة، والتي أراد منها الكاتب إشباع الفضول وإثارة خيال القارئ على عادة الرحالة.
وابن بطوطة هو محمد بن عبدالله بن محمد، ولد في طنجة، وعاش في القرن الثامن الهجري، هو أشهر رحالة العرب على الإطلاق، نشأ في أسرة مشهورة بالعلم، ودرس الفقه والأدب، لكنه كان شغوفًا بالرحلة منذ بداية حياته، وبدأ طوافه مبكرًا منذ خروجه إلى الحج في عمر الثانية والعشرين، وأخذته الرحلة إلى دلهي حيث تولَّى منصبًا للقضاء، عاد إلى بلده لكن لم يفارقه شغف الرحلة أبدًا، وقام برحلتين ثانيتين إلى بلاد الأندلس وقارة إفريقيا، ثم استقرَّ بعدهما في مدينة فاس بالمغرب، لينشغل بكتابه “تحفة الأنظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار”، وتتركَّز رحلة ابن بطوطة على الفضول وذكر الكثير من القصص والحكايات الغريبة يُقصد بها إدهاش القارئ وإمتاعه، فرحلته كانت لذلك، إذ لم يتكلَّف عناء الترحال لطلب العلم أو للتجارة، لكن قصد السفر واتجه وراء الفضول والحكاية أينما وجَّهته، وهو رائد أدب الرحلات بلا منازع، فقد حظي أسلوبه في الحكي بشعبية كبيرة وتداول العامة قصصه ورحلاته.
الفكرة من كتاب مشاهير الرحالة العرب
يعدُّ أدب الرحلات من أقدم الفنون التي اشتركت فيها جميع الأمم القديمة المتحضِّرة، فالإنسان منذ يومه الأول وهو متلهِّف إلى المعرفة، مجذوب إلى المجهول بطبعه، ولم تنحصر الرحلات على الأفراد فقط، فقد قام الملوك القدماء برحلات كبرى قصدوا بها التجارة أو الاستكشاف، فأقام الفينيقيون مستعمرات من خلال رحلاتهم التجارية على طول البحر المتوسط، وكذلك فالمصريون القدماء سجَّلوا رحلاتهم التجارية إلى بلاد بونت، واتخذ العرب الرحلة طريقة للعيش، ونقلت لنا الكتب رحلة امرئ القيس الذي كان يطلب فيها مُلك أبيه المفقود، ومات الملك الضليل وخَلدَت الرحلة.
مؤلف كتاب مشاهير الرحالة العرب
كمال بن مُحمد الريامي.