الرئيس الفرنسي
الرئيس الفرنسي
كان الرئيس الفرنسي “ميتران” مازال جديدًا وقد كان مرشحًا للحزب الاشتراكي ومؤيدًا للصهيونية، وهو ما تسبب في موجة قلق في المملكة حتى زارها في 1981م بمبادرة منه. كان ميتران حريصًا خلال هذه الزيارة على توضيح نقطتين أساسيتين هما: برنامجه الاقتصادي وبالطبع سياسته في الشرق الأوسط.
اقتصاديًّا لم يكن ميتران يريد أن يتحكم الخارج وبخاصة الولايات المتحدة في الاقتصاد الفرنسي، ولذلك فقد كان ينوي تأميم البنوك الكبرى وبعض الشركات الصناعية الضخمة، لإحداث تغييرات ديناميكية في الصناعة الفرنسية. أما بخصوص الشرق الأسط، فلم ينكر ميتران صلاته القوية بإسرائيل منذ أيامه بالحزب الاشتراكي، إلا أنه أكد التزام فرنسا بالموقف الموحد لدول السوق الأوروبي وأنه ينادي بانسحاب إسرائيل وإشراك الفلسطينيين في تقرير مصائرهم، وأكد كذلك أن هذا الكلام هو ذاته الذي سيوجهه إلى لإسرائيليين في زيارته لهم.
كان ميتران كذلك مركسيًّا، فاستدرجه الكاتب في الحديث، وهنا بدأ في الدفاع عن ماركس قائلًا إنه لم توجد مجتمعات مركسية حقيقية حتى اليوم وإنما مجتمعات سلطوية تدعي المركسية. كان انطباع غازي القصيبي عن الرئيس الفرنسي أنه رجل ذكي قوي الشخصية لكنه إنسان متجهم لا يتصف بالمرونة الفكرية و لم يلمس لديه أى جاذبية جماهيرية أو حس للدعابة.
الفكرة من كتاب الوزير المرافق
خلال عمله في وزارتي الصناعة والكهرباء والصحة، كُلف غازي القصيبي بالعديد من مهام مرافقة الملك أو ولي العهد في زيارات رسمية، أو مرافقة رؤساء الدول الذين يزورون المملكة أو حضور المؤتمرات المختلفة بين الحين والآخر، وتسمى هذه المهام بمهام “الوزير المرافق”.
في هذا الكتاب يشارك الكاتب انطباعاته الشخصية عن عدد من رؤساء الدول والحكومات الذين قابلهم وشاهدهم عن قرب خلال مهامه بصفته وزيرًا مرافقًا. وقد حرص الكاتب على أن تكون هذه الانطباعات كما دونها أول مرة دون أن يعدل عليها أو يصحح ما جاء فيها في ضوء التطورات اللاحقة.
مؤلف كتاب الوزير المرافق
غازي عبد الرحمن القصيبي، من مواليد الإحساء بالمملكة العربية السعودية عام 1940م/1359هـ. درس الحقوق بجامعة القاهرة ثم التحق بالدراسات العليا في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية متخصصًا في العلاقات الدولية. في ما بعد، حصل على الدكتوراه في جامعة لندن كلية university college وكان موضوع رسالته عن اليمن.
على مدار حياته عمل مدرسًا مساعدًا ومستشارًا لبعض الجهات الحكومية، ثم تولى الكاتب مناصب إدارية متعددة كعميد لكلية التجارة بجامعة الملك سعود ورئيس لهيئة السكة الحديد قبل أن يصبح وزيرًا للصناعة والكهرباء ومن ثم وزيرًا للصحة. تخللت مهامه الوزارية فترة من العمل سفيرًا للمملكة بالبحرين ثم في المملكة المتحدة قبل أن يعود إلى الوزارة مرة أخرى وزيرًا للمياه والكهرباء ثم أخيرًا وزيرًا للعمل.
توفي غازي القصيبي في عام 2010 تاركًا من خلفه إرثًا من مؤلفات الشعر والأدب، أشهرها رواية “شقة الحرية”، “كتاب حياة في الإدارة” وكتاب “التنمية وجهًا لوجه”. أما عن الأعمال الشعرية فمنها قصيدة “رسالة المتنبي إلى سيف الدولة” وقصيدة “القلم تم بيعه وشراؤه”.