الرئيس التنفيذي

الرئيس التنفيذي
يتمثل جزء أساسي من وظيفة الرئيس التنفيذي في الشركة في مراقبة تغيرات السوق والاستجابة لها، وتخفيف فترات الركود المحتملة عند ظهورها، وعندما يتعلق الأمر بالبورتفوليو الخاص بك فأنت الرئيس التنفيذي، ووظيفتك الاستعداد لما لا يمكن التنبؤ به، إن أدمغتنا مصممة للتعامل مع المشكلات الفورية، وليس المشكلات المستقبلية، هذا بالإضافة إلى أن وتيرة التقدم التكنولوجي أصبحت سريعة جدًّا لدرجة أننا نركز بشكل متزايد على الحاضر، وأعلم أنك الآن تفكر في شعار “استمتع باللحظة الحالية، ولا تتوقع المصائب قبل وقوعها حتى لا تقع”، وهنا تكمن مشكلة العقلية “الآنية” يا صديقي، فعندما يواجه معظم الناس حالة من عدم اليقين العميق، يفقدون مرونتهم، ويعودون إلى الخطط المعدة مسبقًا، ويرفضون تبني نموذج عقلي جديد، وهذه الصلابة العقلية هي التي تجعل الاضطرابات، سواء كانت كبيرة أم صغيرة، ساحقةً للغاية.

ولا أحد يطلب منك يا صديقي أن تنغمس في المستقبل وتتجاهل اللحظة الحالية، ولكننا نخبرك أنه يمكنك أن تستمتع باللحظة الحالية مع الاستعداد للمستقبل أيضًا، ويمكنك فعل ذلك من خلال طريقة للتفكير يطلق عليها اسم “التفكير التصميمي”، وهي طريقة تم تطويرها للتعامل مع الغموض، وتتطلب هذه الطريقة التبديل بين عمليتين مختلفتين، هما: التفريغ، وفي هذه العملية عليك جمع المعلومات عن المشروع الخاص بك ورصد السلوكيات الجديدة في السوق، والبحث عن الإلهام والحلول الهامشية التي تجاهلتها، هذه المرحلة لا تتعلق بالمرجح حدوثه في المستقبل، ولكن ببساطة الحفاظ على عقل منفتح لرصد أدلة حول التغيرات الحالية.
والعملية الثانية هي التركيز، وفي هذه العملية عليك خلق سيناريوهات عما هو محتمل الحدوث، والتفكير في كيفية الاستجابة لتلك السيناريوهات، بدمج هاتين العمليتين معًا، يتشكل فن وعلم التنبؤ بالمستقبل، من خلال التعرف على الأنماط في الحاضر، والتفكير في كيفية تأثير تلك التغيرات في المستقبل، ورسم مسار واقعي للمشاركة الفاعلة في بناء ما سيحدث بعد ذلك، بدلًا من الانتظار حتى يفاجئك المستقبل.
الفكرة من كتاب حياة البورتفوليو: تأمين مستقبلك الوظيفي وصنع حياة تستحقها
ها أنت تجلس في مكتبك، كعادتك كل يوم في الثامنة صباحًا، تفكر في المشاريع التي تود أن تعمل عليها، والمهارات التي أثارت اهتمامك أخيرًا، ومن ثم تتذكر حياتك الاجتماعية التي تأثرت بجدول عملك المزدحم، وتفكر في آخر مرة تمرنت فيها، وينتهي بك الأمر وأنت تخبر نفسك أنك يومًا ما ستتقاعد مع راتب مناسب يكفي لممارسة كل هذه الأنشطة، وتقطع مهامُ العمل التي لا تنتهي حبلَ أفكارك هذا.
هذه هي حال الكثيرين، فلو كنت واحدًا منهم يا صديقي، دعني أطرح عليك عدة أسئلة يجب عليك التفكير فيها، وهي: هل وظيفتك حقًّا آمنة؟ وهل مواردك المالية مناسبة لتطلعاتك الحالية؟ وهل تنفق مواردك بشكل صحيح؟ وأخيرًا هل يجب عليك إهمال أفكارك الخاصة وتطلعاتك البعيدة عن العمل؟ أريد منك أن تكتب إجاباتك الخاصة عن هذه الأسئلة، لأن كل ما تؤمن به على وشك التغيير، فهل أنت مستعد؟
مؤلف كتاب حياة البورتفوليو: تأمين مستقبلك الوظيفي وصنع حياة تستحقها
كريستينا والاس: رائدة أعمال لديها أكثر من عشر سنوات من الخبرة في بناء الشركات، وتعمل حاليًّا أستاذة في ريادة الأعمال والتسويق في كلية هارفارد للأعمال، ومن مؤلفاتها:
New to Big: How Companies Can Create Like Entrepreneurs, Invest Like VCs, and Install a Permanent Operating System for Growth
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.