الرؤية الثاقبة.. سر النجاح
الرؤية الثاقبة.. سر النجاح
يؤكد ستيفن كوفي أهمية وضع أهداف واضحة من أجل الوصول إلى أفضل النتائج، وكلما نجح المرء في تحويل أحلامه وطموحاته إلى أهداف كان أقدر على تحقيق النجاح، وهذا هو شأن الناجحين والنابغين في كل زمان ومكان، كان هذا حال عمر بن عبد العزيز مع نفسه التواقة، وضع لنفسه أهدافًا ونجح في تحقيقها، تزوَّج بمن أراد، وصل إلى الإمارة ثم الخلافة، وطمح بعد ذلك في الجنة، عسى أن ينالها في الآخرة.
دخل كافور الإخشيدي مقيدًا في الحديد وطمح في حكم مصر، ووصل إلى ما أراد. هدف واضح وعزم ورغبة في الوصول، وكان مربي السلطان محمد الفاتح يأخذ بيده ويشير إلى أسوار القسطنطينية التي تلوح في الأفق من بعيد، ويخبره أن النبي بشَّر بفتحها، فأخذ الحلم ينمو في عقله، وساعد على ذلك اصطحاب والده السلطان مراد الثاني له في بعض المعارك، إلى أن أتى اليوم الموعود، وسقطت مدينة القسطنطينية على يد البطل الشاب الذي لم يتجاوز عمره الـ23 عامًا، وصار الحلم حقيقة على أرض الواقع.
إن الدرس المستفاد أن تحدِّد رؤيتك الخاصة بك، واختر أهدافك الخاصة، ولتتأكَّد أنك أدرى الناس بنفسك، وأجدر الناس على تحديد أولوياتك، والحقيقة أن تحديد الأهداف ليس ضروريًّا على مستوى الأشخاص، بل هو أولى على مستوى الأمم، ألا ترى أن اليابان خرجت مهزومة ودُمِّرت بعض مدنها تدميرًا، فكان ماذا؟ اجتمع القادة والمتخصِّصون في كل المجالات، وأخذوا في وضع هدف لعشر سنوات قادمة، فحين ينجحون في تحقيقه يضعون آخرًا وهكذا، حتى صارت اليابان كما هي الآن.
إن أصحاب الرؤى الواضحة لها سمات مميزة، يحقِّقون أهدافهم وزيادة، يعيشون حياة أكثر استقرارًا، ويكونون أكثر تفاؤلًا، وأخيرًا فحياتهم أكثر تركيزًا، وكل ما سبق يدخلهم في صفوة الناجحين والمتميزين.
الفكرة من كتاب كيف أصبحوا عظماء؟
بين يديك تجارب للناجحين والمتميزين عابرة للعصور ومتجاوزة للثقافات وقعت في شتى بقاع الأرض يعرضها هذا الكتاب في أسلوب قصصي شائق، مستخرجًا منها العبر والدروس راسمًا مسارًا لكل من أراد النجاح، لا يقتصر الانتفاع بالكتاب على المستوى الشخصي، بل يعطي دروسًا للأسر والمجتمعات والأمم التي تبحث عن الريادة.
مؤلف كتاب كيف أصبحوا عظماء؟
سعد سعود الكريباني، مؤسس ومدير عام مركز تربية الموهبة للاستشارات التربوية والتدريب، حصل على بكالوريوس التربية من جامعة الكويت، ونال درجتي الماجستير والدكتوراه في التربية من جامعة واشنطن، ودرجة الماجستير في التربية الخاصة وتربية الموهوبين والمتفوقين من جامعة نورثرن كولورادو، يعمل معدًّا ومقدمًا لبرنامج “صناعة التفوق”.