الرأسمالية وكارثة التغير المناخي
الرأسمالية وكارثة التغير المناخي
قسم الجيولوجيون تاريخ الكوكب حِقَبًا، الحقبة البوليستينية، تليها الحقبة الهولوسينية التي بدأت منذ ١٠ آلاف عام، وأخيرًا عصر الأنثروبوسين الذي بدأ مع التطور الصناعي الناتج عن الرأسمالية، التي لطالما ركزت على القوة والربح، وتجاهلت النتائج الخارجية التي قد تسبب خطرًا شاملًا للأنظمة المالية والاجتماعية، فالقضية ليست تطورًا طبيعيًّا، بل ترتبط بانتشار الرأسمالية وما تبعها من تطور صناعي واجتماعي واقتصادي مدمر للبيئة.
وفي وقتنا المعاصر أصبح التغير المناخي والاحتباس الحراري يشكلان تهديدًا كبيرًا للكوكب بأكمله، فقد دخلنا حقبة جيولوجية غير مسبوقة لن يتحملها الإنسان، وسادت اعتقادات بأننا دخلنا فترة “الانقراض السادس” التي ستؤدي إلى إبادة الإنسان بمقياس أكبر من “الانقراض الخامس” الذي حدث منذ ٦٥ مليون عام، وهذا بسبب زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون بمعدل هائل لم يحدث منذ ٥٥ مليون عام، وارتفاع درجات الحرارة بنسب ملحوظة منذ عام ١٩٧٥، مما أثار تخوفات من ذوبان الجليد القطبي وارتفاع مستوى سطح البحر، وتحرر الميثان من داخل الأرض والحرائق المتكررة، مما يؤدي إلى كوارث بيئية مروعة.
وما زال كثيرٌ من الناس ينكرون أن التغير المناخي من صنع البشر، ولا يدركون أنه لا يقل خطورةً عن كارثة الأسلحة النووية، بل إن التهديد النووي واقع لا يمكن انكاره وإجراءاته الوقائية متاحة وقيد التنفيذ، على عكس الكوارث البيئية التي يرفض غالبية قادة الدول الاعتراف بها، أو يماطلون في اتخاذ إجراءات لمعالجتها، ففي الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام ٢٠١٦ أنكر معظم المرشحين الجمهوريين مشكلة التغير المناخي، وصوتت الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي لتخفيض التمويل الحكومي لوكالة حماية البيئة بوصفها نفقات غير ضرورية.
ويمكن التقليل من الأضرار التي أصابت كوكبنا عن طريق تجنب استخدام الوقود الحفري، واستخدام أشكال جديدة نظيفة من الطاقة كالطاقة المتجددة والانشطارية والمستدامة، والبيوت المقاومة للماء وتقليل التفحم، وكذلك تحجيم استغلال الرأسمالية للإنسان والموارد ونشر ثقافة الحد من السلوك الاستهلاكي.
الفكرة من كتاب العالم.. إلى أين؟
نَعُوم تْشُومِسْكِي هو المفكر الأشهر في العالم الذي استطاع مواجهة أمريكا بجرائمها وممارساتها العدوانية في العالم كله، دافع عن حقوق المستضعفين تحت مسمى سياسة الحرب على الإرهاب، كما حدث في العراق وغيره، ما يميز تْشُومِسْكِي هو أن أفكاره تحكمها الأخلاق ومبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو صوت الأمل والتفاؤل الذي يؤمن بضرورة مقاومة الظلم والاستغلال مهما طال أمده.
يعرض لنا تْشُومِسْكِي -من خلال هذا الكتاب- آراءه وأفكاره حول قضايا عديدة ذات تأثيرٍ كبيرٍ في العالم بأكمله، وهي: الليبرالية الجديدة وأثرها في النظام السياسي والاقتصاد والمجتمع في أمريكا، كما يناقش تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية بما يحتويه من تدخلاتٍ عدوانية في أنظمة الدول الأخرى، ويتطرق إلى الحديث عن سياسة الحرب على الإرهاب ونتائجها المريرة التي ما زال العالم يدفع ثمنها حتى الآن، بجانب قضايا أخرى كأزمة اللاجئين وكارثة التغير المناخي.
مؤلف كتاب العالم.. إلى أين؟
نعوم تشومسكي: أستاذ لسانيات ومفكر أمريكي وناشط سياسي، رائد في مجال السياسات العالمية والتاريخ واللغويات، درس الفلسفة والمنطق واللغات في جامعة بنسلفانيا، وعمل أستاذًا زائرًا في جامعة كولومبيا، وأستاذًا في قسم اللغويات الحديثة، حاز عديدًا من الجوائز منها “ميدالية هيلمهولتز”، وصنفته مجلة “نيو ستيتمنت” في المرتبة السابعة من أبطال عصرنا، له عدة مؤلفات منها:
أوهام الشرق الأوسط.
السيطرة على الإعلام.
الدول الفاشلة.
ماذا يريد العم سام؟
السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الاوسط.
معلومات عن المترجمة:
“ريم طويل”: مترجمة عربية، ترجمت عدة كتب، منها:
أريد أن أنام.
كل ما أعرفه عن الحب.
فنّ الهدوء.