الذكاء والغباء العاطفي في التعامل مع الأبناء
الذكاء والغباء العاطفي في التعامل مع الأبناء
الذكاء العاطفي مهم للوالدين عندما يتعلق الأمر بتربية أطفالهما ليصبحوا أفرادًا جيدين، إنه القدرة على فهم واستخدام وإدارة العواطف بطرائق إيجابية، ويتضمن الذكاء العاطفي وجود وعي ذاتي، وهذا أمر بالغ الأهمية للوالدين اللذين يريدان أن يكونا مؤثرَين وفعالَين.
يتضمن الوعي الذاتي فهم نفسك وسلوكك عندما يتعلق الأمر بما تفعله، وكيف تشعر حيال ذلك، ويمكننا أن نتفق على أن هذا مكان رائع للبدء كفرد، كحجر أساس، هذا هو الأساس الذي يمكن بناء مجموعات المهارات الأخرى عليه.
وبصفتك أحد الوالدين الفعالين، يجب أن تكون مدركًا لذاتك وأن تفهم أهدافك ودوافعك إلى القرارات التي تتخذها لنفسك ولعائلتك،ومن ثم عليك أن تكون مدركًا لنفوس أبنائك، أي أنك تضع نفسك مكانهم، فتحترمهم في جميع مراحلهم العمرية، ولا تتحدث عن حماقاتهم أمام الناس فتزعزع الأسس الأولى الضرورية لبناء ثقتهم بأنفسهم.
الوالدان الذكيان عاطفيًّا لا يلجآن إلى أسلوب الأمر عند التحاور مع أبنائهما، بل يجذبان إليهما أبناءهما عن طريق الاستماع إليهم مهما بدا الحوار ساذجًا، فيختلفان معهم بهدوء ويتركان لهم مساحة من حرية القرار والتصرف، تشجيعًا لهم وإيمانًا بقدرتهم على مواجهة المشكلات.
وعلى الطرف الآخر من الخيط، نجد الوالدين الغبيين عاطفيًّا يستخدمان الضرب والإيذاء البدني أو النفسي وسيلةً للتربية بدلًا من الحوار والتواصل، فيتركان بذلك آثارًا عميقة في نفوس أبنائهما تظل ملازمة لهم بقية حياتهم، ولأن الأبناء لديهم احتياج عميق إلى أن يُسمَعوا ويُفهَموا، فغالبًا ما يبحثون عمن يسمعهم خارج الأسرة، ومن هنا يدق ناقوس الخطر، لأنه في عالم الانفتاح الذي نعيشه الآن لا توجد ضوابط ولا حدود للعلاقات.
الوالدان الغبيان عاطفيًّا هما من يفرقان في المعاملة بين أبنائهما، اعتقادًا منهما أنهما بذلك يحفزان بداخل أبنائهما روح التنافس والتفوق، ولكن على العكس تمامًا، فهما بذلك التصرف يشيعان البغضاء والكراهية بين أولادهما، وذلك سيؤثر حتمًا في رؤيتهم لأنفسهم وعلاقتهم بها.
الفكرة من كتاب هل أنت غبي عاطفيًّا؟ رحلة التغيير لفهم نفسك، وتحسين علاقتك بالآخرين.
هل سألت نفسك يومًا ما سر الشعور بكيمياء وألفة عند مقابلة بعض الأشخاص لأول مرة، ومع بعض الأشخاص يحصل النقيض تمامًا مهما اختلف زمن اللقاء أو طريقته؟
إن المتحكم الخفي وراء تلك المواقف التي نمر بها وشبيهاتها هو “الذكاء العاطفي”، ذلك المسؤول عن 80% من درجة وسرعة نجاحك المجتمعي والعاطفي والمهني، بينما يكون الذكاء الكمي -المتمثل في قدرتك على الحفظ والاسترجاع والنجاح المهني- مسؤولًا عن 20% فقط من نجاحك في الحياة
لذا نحن بحاجة إلى معرفة مفاتيح الثمانين في المئة تلك التي ستفتح لنا أبواب النجاح، وتُعيننا على فهم مشاعرنا ودوافعنا التي تنعكس على حضورنا وكلماتنا وسلوكياتنا في علاقتنا بأنفسنا وبالآخرين.
مؤلف كتاب هل أنت غبي عاطفيًّا؟ رحلة التغيير لفهم نفسك، وتحسين علاقتك بالآخرين.
نانسي صميدة: استشارية نفسية، ومدربة، وممارسة معتمدة لعلم البرمجة العصبية اللغوية، وحاصلة على دبلوم الإرشاد النفسي والاجتماعي من جامعة “سيجموند فرويد” بالنمسا. اختِيرَت للعمل التطوعي عام 2012م سفيرةَ اندماج ونموذجًا للمغتربين بأوربا من قبل “وزارة الاندماج والعمل” بفيينا، ومن خلال عملها سفيرةً للاندماج بفيينا، نشرت الوعي، وقدمت ورشًا وندوات لتحفيز المغتربين والمغتربات لاكتساب الثقة بالنفس والإيمان بدورهم كجزء من المجتمع.
من مؤلفاتها:
فيتامينات نفسية.