الذكاء الوجداني وسيلةً للعلاج السلوكي ونصائح من أجل تكوين وجداني أفضل
الذكاء الوجداني وسيلةً للعلاج السلوكي ونصائح من أجل تكوين وجداني أفضل
بالإضافة إلى الفوائد العديدة للذكاء الوجداني، يمكن أيضًا أن تكون وسائل تنمية مكونات الذكاء الوجداني من أهم الوسائل التي تستخدم في الحد من التوتر والكسل لدى الأطفال، وكذلك علاج الاضطرابات السلوكية عندهم، مثل: الغش، والكذب، والتعامل مع الأكبر سنًّا بوقاحة، والتهرب من المسؤوليات، والفوضى، والكسل عن أداء الواجبات، وسرعة الانفعال.
ولمعالجة هذه السلوكيات، نحتاج أولًا إلى معرفة السبب وراء هذا السلوك وما الذي يدفع الطفل إليه، وقد يكون السبب في وقوع السلوكيات السلبية الضغوط الدراسية، وما يشاهده الطفل على وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك المشكلات الأسرية تعد سببًا مهمًّا في الاضطرابات السلوكية لدى الأطفال، بالإضافة إلى طرائق التربية التقليدية وكثرة الضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي تقع على كاهل الأسرة.
ومما يساعد على إضعاف الاضطرابات والسلوكيات السلبية ومعالجتها: تعزيز السلوكيات الإيجابية في مقابلها، ومنح الحب والحنان للأطفال ومشاركتهم بعض الأنشطة الممتعة كاللعب والرقص والغناء والرسم، وإعطاء الطفل بعض الأنشطة الروتينية ليشعر بالنظام والاستقرار، وتحسين صورة الطفل عن ذاته، وعدم مناداته بصفات سلبية، وكذلك عدم اختزال قيمة الابن في مستواه الدراسي والعمل على تنمية مواهبه وقدراته، والسماح للطفل بالتعبير عن مشاعره حتى لا تتحول إلى كبت يُعبر عنه بالسلوك السلبي، وتجنب المقارنة بين الطفل والآخرين، وتمثيل قدوة حسنة للطفل من خلال أفعال الأهل وتصرفاتهم اليومية، وتنمية السلوكيات الاجتماعية الجيدة لدى الطفل حتى تحل محل سلوكيات إيذاء الآخرين، والحزم والعقاب المعتدل عند تكرار الخطأ.
ومن أجل تكوين وجداني أفضل، احرص على مناقشة الطفل وإشراكه في اتخاذ القرارات واستعمال صيغة الاستفهام بدلًا من الأمر، كأن تقول له: “هل تريد أن تأكل؟” بدلًا من “كُل”، كذلك حاول أن تساعد الطفل على التفاعل مع المحيطين به ولا تعزله عن الناس، وأخيرًا شجع طفلك على أن تكون له شخصية مميزة مستقلة وألا يسعى إلى تقليد من حوله.
ومن المهم جدًّا، الاهتمام بتنمية مهارات التفكير الصحيح لدى الطفل عن طريق طرح مشكلات تتناسب مع عقلية الطفل وطلب حلولها منه والاستمرار في محاورته وتوجيه الأسئلة إليه حتى يتوصل إلى الحلول السليمة للمشكلة بمفرده.
ومن مهارات التفكير التي يجب تنميتها عند الطفل: التخطيط، وتحديد الهدف، وجمع المعلومات وتنظيمها، والوصف، والتلخيص، والتطبيق، والتحليل والمقارنة، والتعرف على الأخطاء والتقويم، بالإضافة إلى تحفيزه لاكتساب عادة القراءة لما لها من دور فعال في بناء شخصية الطفل، وتنظيم حياته اليومية، واصطحابه إلى الأماكن المختلفة في البيئة المحيطة.
الفكرة من كتاب البناء النفسي للطفل في البيت والمدرسة – تنمية المهارات الوجدانية وإدارة الذات
هذا الكتاب واحد من سلسلة البناء النفسي للطفل في البيت والمدرسة ويختص بتنمية المهارات الوجدانية وإدارة الذات لدى الأطفال، وهنا تكمن أهمية الكتاب.
فما من أسرة إلا وتسعى إلى أن يكون طفلها أذكى الأطفال وأكثرهم تفوقًا وأعلاهم درجات، ولكن من يفكر في الجانب العاطفي والوجداني لدى الطفل أو يلقي له بالًا؟ ذلك على الرغم من أهمية هذا الجانب لتنمية مهارات الطفل في الوعي بذاته وفهمها وكيفية التعامل مع مشاعره ورغباته والتحكم فيها، وكذلك فهم الآخرين ومراعاة مشاعرهم وتجنب إيذائهم وإنشاء علاقات جيدة معهم.
وما نرجوه من طرح هذا الكتاب أن يدخل الذكاء العاطفي والوجداني في إطار اهتمام الأسر ويرشدهم إلى طرق تنميته لدى أبنائهم.
مؤلف كتاب البناء النفسي للطفل في البيت والمدرسة – تنمية المهارات الوجدانية وإدارة الذات
سعد رياض: استشاري نفسي وتربوي، حاصل على الدكتوراه في علم النفس عام 2002م بمرتبة الشرف الأولى في القياس والتقويم والعلاج النفسي،كما حصل على ليسانس آداب في علم نفس عام 1992م من جامعة المنصورة، ودرجة الماجستير أيضًا في علم النفس عام 1998م بتقدير ممتاز من جامعة طنطا، ودبلومة علم النفس الإكلينيكي عام 2000م بتقدير ممتاز من جامعة المنصورة.
من مؤلفاته:
أسعد بنت في العالم.
كيف نحبب القرآن لأبنائنا؟ (مهارات تربوية في تحفيظ القرآن).
فن الحوار مع الأبناء.