الذكاء اللغوي والرياضي
الذكاء اللغوي والرياضي
يستعمل الإنسان الذكاء اللغوي للاتصال مع الآخرين باستخدام اللغة الخاصة به، ويتميَّز الشعراء بهذا النوع من الذكاء عن غيرهم، حيث يمتلكون مهارات عالية في استخدام اللغة، واختيار الألفاظ، ولا يقتصر هذا النوع على الشعراء فقط، ولكنه يميِّز الخطباء، والقادة، والعلماء، وكلما استطاع الإنسان أن يكتسب ثروة لغوية، استطاع أن يجذب انتباه الآخرين إليه، ويظهر هذا الذكاء عند صاحبه في النطق الصحيح للكلمات، ومخارج الحروف، والقدرة على كسب قلوب وأرواح الآخرين عندما يخاطبهم، فاللغة ثروة للإنسان والمجتمع، ومن الضروري أن تهتم بها المؤسسات التعليمية لتطويرها، ولتأهيل طلابها للقيادة والتميز والخدمة المجتمعية، لذا كان من الطبيعي أن تضع نظرية هوارد (الذكاءات المتعددة) هذا النوع من الذكاء في المقدمة، حيث يترتب عليه كل الأنواع الأخرى، ومن الصعب جدًّا وجود مقياس معين لاختباره، حيث يبدأ بحب الإنسان للغته، والإقدام على تعلُّم المفردات، وكيفية استخدامها، والقدرة على تركيب الجمل، ويخدم الذكاء اللغوي المجتمع عن طريق الحفاظ على لغته التي تعتبر من أهم مكوِّنات الهوية.
وأثناء عصر ثورة المعلومات، تجلَّى النوع الثاني من الذكاء بوضوح وهو الذكاء الرياضي والمنطقي؛ الذي يسهم في قدرة الإنسان على معالجة المعلومات، وحل المشكلات بأسلوب منظم، ومنطقي، ويتميَّز به علماء الرياضيات وبخاصةٍ الفلاسفة، وأسهم هذا النوع من الأساس في نجاح الحضارة الإسلامية، حيث استخدمه العلماء في تطوير العلوم، واستخدمه الخوارزمي لمعرفة الأرقام الحسابية، ومن ثم أصبح العرب هم من اخترعوا الرياضيات، ووضعوا أساسًا للثورة المعلوماتية والاتصال.
وعرَّف جاردنر النوع الثالث من الذكاء بالذكاء الموسيقي والصوتي؛ الذي يعني القدرة على فهم المعاني من خلال استخدام الصوت الإنساني وليس الموسيقي للاتصال، ويهتم أيضًا بتدريب الأشخاص على معرفة طبقات صوتهم، وأصحاب هذا الذكاء يمتلكون آذانًا حساسة للأصوات، ويقدِّرون جمالها، واخترعوا الآلات الموسيقية لمساعدة الصوت البشري الخلاب بطبيعته، وليست بديلًا له، حيث إن من الأساس أن كل الأصوات تُعتبر جميلة على حسب الموقف، والرسائل المنقولة خلاله.
الفكرة من كتاب نظرية الذكاء الاتصالي
مؤخَّرًا اهتمت الكثير من المؤسسات بمقاييس الذكاء وتطبيقها على الأفراد، لكن هل هذه المقاييس صالحة للتعرُّف على قدرات الإنسان المختلفة؟ وهل يمكن أن تكون النتائج ثابتة عبر السنين؟ وهل يمكن تطوُّر ذكاء الإنسان؟
وفي ضوء تلك الأسئلة، عمل الكاتب على تطوير نظرية جديدة هي: الذكاء الاتصالي؛ التي تهدف إلى كون الفرد مُساهمًا في نقل المعرفة عن طريق استثمار كل طاقته وقدراته، ووضَّح أيضًا أنواع الذكاء، ودورها في حياة الفرد والمجتمع.
مؤلف كتاب نظرية الذكاء الاتصالي
الدكتور سليمان سالم صالح: وُلد في 13 يوليو 1959 ميلاديًّا، في محافظة شمال سيناء، حصل على الدكتوراه في الإعلام من كلية الإعلام جامعة القاهرة، واشتغل أستاذًا بها.
له العديد من المؤلفات منها:
مقدمة في علم الصحافة.
حرية الصحافة في مصر.
أخلاقيات الإعلام.
ثورة الاتصال وحرية الإعلام.
أزمة حرية الصحافة في النظم الرأسمالية.