الذكاء العاطفي وعلاقته بالتربية
الذكاء العاطفي وعلاقته بالتربية
الذكاء العاطفي هو إحدى المهارات الهامة التي ينبغي للفرد اكتسابها وبخاصة الآباء والأمهات، ويمكن تعريفه على أنه أحد أنواع الذكاء المتعددة الذي يساعد الإنسان على الوعي بذاته والآخرين، وعندما يطبقه أولياء الأمور في عملية التربية تكون الفائدة مضاعفة، لأنه سيجعل المربي يعي ذاته ومن ثم يتمكن من إدارتها،كأن يتحكم في غضبه.
وأنت بوصفك مربيًا اسأل نفسك: هل تتمكن من إدارة ذاتك؟ وهل تشعر بأنكَ راضٍ عن طريقتك في التربية؟ وإجابة هذه الأسئلة تكمن في وعيك بذاتك كمُربٍّ، ويمكن تعريف ذات الشخص على أنها تصوّره واعتقاده عن نفسه وصفاته، هذه النفس يمكن أن تحظى بتقديرٍ من صاحبها ومن الآخرين، ويمكن أن تتوارى وراء سوء التقدير، فمن ارتفع تقديرهم لأنفسهم نراهم ذوي مبادئ حازمة واضحة، يعرفون كيف يديرون تصرفاتهم، ويتسمون بالثقة ويمنحون أنفسهم قسطًا من الاستمتاع بما حولهم، مما يجعلهم مربين ناجحين.
هذا بخلاف من انخفض تقديره لذاته، فغالبًا ما يُرى في تصرفاته الحقد والتشاؤم والإحباط، كما أنه كثير اللوم والانتقاد لنفسه، مما ينتج حساسية مفرطة وهشاشة تجاه ما يقع له من أحداث، وهذا قد يواجه صعوبات في كونه مربيًا، كما أن الأسباب وراء سوء تقدير الشخص لذاته قد ترجع إلى سنوات عمره الأولى وشكل التربية الخطأ الذي قُدم إليه من عائلته، من عدم تقبل أو عقد مقارنات دائمة بينه وبين غيره بهدف التقليل منه أو من إنجازاته، ويرجع كذلك إلى الخبرات غير الموفقة التي مرّ بها الإنسان، والتي ربما أشعرته بعدم قيمته.
كل ذلك يُسهم بشكلٍ كبير في إحداث فجوةٍ بين ذات الشخص الحقيقية، وبين ما وضعه المجتمع فيه من هيئةٍ وصورةٍ، فيصبح مشتتًا بين ما يشعر به في داخله وما يُظهره للعامة، فيتجاهل مشاعره السلبية حتى تتراكم وتضغط عليه، وهذا قد يؤثر في المربي عند تربيته لأطفاله.
الفكرة من كتاب الذكاء العاطفي في التربية
للذكاء أنواعٌ مختلفةٌ ومتعددة، والذكاء العاطفي أحد هذه الأنواع وأكثرها تأثيرًا في حياة الفرد، فهو يسهم بشكلٍ كبيرٍ في نجاحه وتقدمه من خلال الوعي الذي يكسِبه إياه، وحُسن إدارة الفرد لنفسه وللعلاقات التي في حياته.
وقد خصّت الكاتبة بالذكر هنا حديثها عن الذكاء العاطفي المرتبط بالتربية والأطفال بوجه خاص، على أمل أن تساعد الآباء والأمهات في القيام بدورهم التربوي بشكلٍ أفضل.
مؤلف كتاب الذكاء العاطفي في التربية
إيناس فوزي: خبيرة تربوية واختصاصية تعديل سلوك، أسست لنفسها مدرسة خاصة بها في علم تربية الطفل، إذ تبدأ فيها بمعالجة رأس الأمر وهو “المربي” قبل أن تبدأ بمعالجة الطفل نفسه، فهي ترى أن المربي إذا أجاد فهم نفسه أولًا، سهلت عليه عملية التربية، ويبدو رأيها هذا جليًّا واضحًا في مؤلفاتها، التي منها:
ابني مُشتَّت الانتباه.
الـذكـاء التربـوي.
التربية الجنسية.