الذكاء الاصطناعي وعلم البيولوجي
الذكاء الاصطناعي وعلم البيولوجي
لأول وهلة قد يستغرب البعض العلاقة بين الذكاء الاصطناعي وعلم البيولوجي، لكن ربما تزول تلك الدهشة إذا علمنا أن الاستكشافات الخاصة بدراسة الأساس البيولوجي للذكاء البشري كانت بداية الحكاية للذكاء الاصطناعي، حيث عمل الباحثون على محاولة محاكاة العقل البشري، وبعد التطور التكنولوجي بدأ يحدث ثمة نوع من التلاقح بين علم الأحياء الطبيعية وتقنيات الأنظمة الذكية، فاستفاد الباحثون في العلوم البيولوجية من التطور الكبير في التقنيات الذكية للتعرف على خبايا النظام البيولوجي وتفاعل الخلايا البشرية بعضها مع بعض.
كما استفادت الأنظمة الذكية عبر الشبكات العصبية الاصطناعية التي تعد أوضح التطبيقات المستوحاة بشكل مباشر من النظام البيولوجي للبشر نتيجة التقدُّم الكبير الحاصل في علم الأعصاب، ما أمكننا من رسم خريطة تقريبية لطريقة عمل الخلايا العصبية، الأمر الذي دفع باحثي الذكاء الاصطناعي إلى الاستفادة من نتائج التقدم البيولوجي في محاولة لفهم طريقة عمل المخ في استقبال المعلومات من الوسط المحيط وإرسال الاستجابات المناسبة عبر الناقلات العصبية إلى باقي أجهزة الجسم، ومن هنا تم تطوير أنواع عديدة للشبكات الاصطناعية الرقمية تختلف فيما بينها في مدى الاستقرار والعشوائية، كما يتم استكشاف خواصها واختبار مدى جودتها بواسطة استخدامها في حل عدد من المشكلات المختلفة.
بينما ما زال هناك العديد من التحديات التي تواجه تلك التقنيات الجديدة المطورة من قبل باحثي الذكاء الاصطناعي، حيث اعتمدت أغلب نجاحاتهم على تدشين عدد من النماذج والأنظمة الرقمية التي تختص بمعالجة مشكلات محددة، فعلى سبيل المثال إلى الآن لم توجد بعد تلك الشبكة العصبية التي يمكنها التعامل مع عدد كبير من المشكلات المختلفة، فمع زيادة عدد العقد في الشبكة تزداد تبعًا لذلك الخوارزميات المستخدمة، ما يجعل الأمر أبطأ وأقل فاعلية، وحينئذٍ تصبح عملية مقارنة العقل الاصطناعي بنظيره البشري غير ذات معنى، ولكن على الرغم من أننا غير قادرين إلى الآن على تصميم مخ اصطناعي، فإن المحاولات المستمرة تكشف لنا الكثير من غياهب تلك التكنولوجيا المخيفة.
الفكرة من كتاب الذكاء الاصطناعي
“إن الأمر يشبه ما يتردَّد في الحكايات والأساطير حول ذلك الرجل الذي يحمل خاتم سليمان والماء المقدس والمصباح السحري ومثل ذلك من الأشياء، فهل هو متأكِّد بعد ذلك من إمكانيته السيطرة على الشيطان؟!”.
يعدُّ الذكاء الاصطناعي الموجة التالية من التطور البشري التي حقَّقت في الآونة الأخيرة قفزات نوعية، مما جعل البعض يرى فيه إيذانًا بنهاية البشرية، بينما رآه البعض الأمل المنشود لتحسين الحياة، وكلا الفريقين لا ينكر الآثار الرهيبة التي أحدثتها تلك الأنظمة الذكية على تشكيل العالم المعاصر، لذا كانت أهمية هذا الكتاب، فأنت ترى المستقبل من خلاله!
مؤلف كتاب الذكاء الاصطناعي
الدكتور بلاي ويتبي Play Whitby: فيلسوف وخبير متخصص في علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي والروبوتات، يعمل في جامعة ساسكس بإنجلترا، تخرج بلاي ويتبي بمرتبة الشرف الأولى من نيو كوليدج، جامعة أكسفورد في عام 1974 وأكمل درجة الدكتوراه في “الآثار الاجتماعية للذكاء الاصطناعي” في جامعة ميدلسكس في عام 2003،كما أنه عضو في الفريق الاستراتيجي للأخلاقيات في BCS، وهو معهد تشارترد لتكنولوجيا المعلومات، تخصَّصت منشوراته في الغالب في مجال الفلسفة والآثار الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، كما تركَّزت آراؤه بشكل خاص على المسؤوليات الأخلاقية للمهنيين العلميين والتقنيين.
ومن مؤلفاته: “تأملات في الذكاء الاصطناعي: الأبعاد الاجتماعية والقانونية والأخلاقية”، و”منظمة العفو الدولي”، و”دليل المبتدئين”.