الذكاء الاصطناعي والبشر صدام أم توافق؟
الذكاء الاصطناعي والبشر صدام أم توافق؟
يُجمع بعض الباحثين على أن هناك احتمالًا بنسبة 50% بأن يتفوق الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري في جميع المجالات في غضون 45 عامًا، ومن المتوقع أن يكون قادرًا على تولي كل الوظائف البشرية في غضون 120 عامًا، بل إن بعضهم توقع حدوث ذلك قبل هذا التاريخ! ووفقًا لبعض الدراسات فإن الآلات ستتفوَّق على البشر في ترجمة اللغات بحلول عام 2024، وكتابة المقالات المدرسية بحلول عام 2026، وقيادة الشاحنات بحلول عام 2027، والعمل بتجارة التجزئة في 2031، بل وفي كتابة واحد من أفضل الكتب مبيعًا بحلول عام 2049، وفي إجراء الجراحات بحلول عام 2053.
وهذا يدل على التعاظم المستمر في المجالات التي تقتحمها الأنظمة الذكية يومًا بعد يوم، فهي تتقدَّم بصورة مستمرة وتقدم المزيد من النتائج المفيدة والأفكار الشيقة، فالذكاء الاصطناعي يحسِّن قدراته بسرعة، ويثبت ذاته على نحو متزايد في مجالات عديدة شهدت سيطرة الإنسان عليها تاريخيًّا، مما يثير بعض القلق حيال تلك الكائنات الوافدة.
فإذا كانت القيم البشرية معقدة، فإن الذكاء الاصطناعي لن يكون بوسعه رعاية كل ما يهتم به البشر، وإذا كان له كثير من النفوذ، فإن هذا يمكن أن يؤدي على المدى الطويل إلى مستقبل لعالم جديد مخالف تمامًا لاختيار البشر، وهذا نوع من المشكلات التي تثير قلق الباحثين في هذا المجال، فمع قدرة تلك الآلات على استقبال الكميات الهائلة من البيانات والاحتفاظ بالعديد من المعلومات والتجارب تصبح عملية التعلم الذاتي لديها متسارعة بشكل كبير على نحو من الصعب توقعه، وهذا بالفعل ما ظهر مع إحدى تجارب شركة فيسبوك العالمية حينما ابتكرت الروبوتات لغة تواصل جديدة غير تلك التي تمت برمجتها عليها، مما أثار قلق الباحثين فسارعوا إلى إلغاء التجربة!
الفكرة من كتاب الذكاء الاصطناعي
“إن الأمر يشبه ما يتردَّد في الحكايات والأساطير حول ذلك الرجل الذي يحمل خاتم سليمان والماء المقدس والمصباح السحري ومثل ذلك من الأشياء، فهل هو متأكِّد بعد ذلك من إمكانيته السيطرة على الشيطان؟!”.
يعدُّ الذكاء الاصطناعي الموجة التالية من التطور البشري التي حقَّقت في الآونة الأخيرة قفزات نوعية، مما جعل البعض يرى فيه إيذانًا بنهاية البشرية، بينما رآه البعض الأمل المنشود لتحسين الحياة، وكلا الفريقين لا ينكر الآثار الرهيبة التي أحدثتها تلك الأنظمة الذكية على تشكيل العالم المعاصر، لذا كانت أهمية هذا الكتاب، فأنت ترى المستقبل من خلاله!
مؤلف كتاب الذكاء الاصطناعي
الدكتور بلاي ويتبي Play Whitby: فيلسوف وخبير متخصص في علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي والروبوتات، يعمل في جامعة ساسكس بإنجلترا، تخرج بلاي ويتبي بمرتبة الشرف الأولى من نيو كوليدج، جامعة أكسفورد في عام 1974 وأكمل درجة الدكتوراه في “الآثار الاجتماعية للذكاء الاصطناعي” في جامعة ميدلسكس في عام 2003،كما أنه عضو في الفريق الاستراتيجي للأخلاقيات في BCS، وهو معهد تشارترد لتكنولوجيا المعلومات، تخصَّصت منشوراته في الغالب في مجال الفلسفة والآثار الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، كما تركَّزت آراؤه بشكل خاص على المسؤوليات الأخلاقية للمهنيين العلميين والتقنيين.
ومن مؤلفاته: “تأملات في الذكاء الاصطناعي: الأبعاد الاجتماعية والقانونية والأخلاقية”، و”منظمة العفو الدولي”، و”دليل المبتدئين”.