الذكاء الاصطناعي في عالم الصحافة

الذكاء الاصطناعي في عالم الصحافة
أصبح مجال الصحافة يعتمد بشكل أساسي على الذكاء الاصطناعي، فقد سهل عملية إنتاج المحتوى الصحفي وتوزيعه عبر تكنولوجيا التحليل التنبؤي، التي تراقب وسائل التواصل الاجتماعي، فتعرف اهتمامات المتابعين بناءً على تاريخ تصفحهم ومقدار تفاعلهم مع القضايا، فتعطي توصيات للصحفيين تساعدهم على تقديم محتوًى مستهدف يجذب الجماهير، مما يحسن من استراتيجيات التسويق. ومن أهم تقنيات الذكاء الاصطناعي، تقنية (الواقع الافتراضي VR) التي تتيح الدخول في عالم افتراضي باستخدام نظارات (VR) الثلاثية الأبعاد، وتقنية (الواقع المعزز AR) التي تدمج عناصر افتراضية مع الواقع الحقيقي، باستخدام الهواتف الذكية أو نظارات (AR)، فتتيح للمستخدمين مشاهدة الأخبار والتفاعل معها كأنهم في موقع الحدث.

كذلك من التقنيات المهمة تقنية الفيديو والبث المباشر التي تستخدم التفريغ الآلي والترجمة المباشرة، من خلال تحليل الأحداث المهمة في الفيديو واستخلاص الأفكار الرئيسة، ثم تقدم تحليلات وإحصاءات عبر عرض نصوص تفسيرية ورموز (QR) خلال البث، فيوجه انتباه المشاهدين إلى جوانب معينة في الفيديو لتسهيل فهمها وإثراء تجربة المشاهدة. ومع تزايد تداول الأخبار الكاذبة، يستطيع الذكاء الاصطناعي تعزيز دقة العمل الصحفي وكفاءته من خلال التحقق من مصداقية الصور والفيديوهات، وتتبع مصادر الأخبار وتحليل محتواها لاستخلاص المعلومات المضللة والأنماط التي تدل على كذب الخبر. بجانب ذلك يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين الجودة اللغوية للمقالات، من خلال تحليل المحتوى واقتراح تحسينات لتعديل الجمل وتنظيم الفقرات وتنويع المفردات، وكذلك يمكنه تحسين تسلسل الأفكار من خلال تحليل السياق العام للنص، وتقديم توصيات لكثافة الكلمات وترتيب الأفكار.
ويمتلك الذكاء الاصطناعي خاصية الإبلاغ الآلي، وهي إنشاء تقارير عن الأحداث والأخبار الروتينية بشكل تلقائي فوري كنتائج المباريات الرياضية، فيسمح للصحفيين بالتركيز على التقارير الأكثر أهمية، كما يجيد تلخيص الأخبار من خلال برامج التحليل السيمانتيكي للنصوص. أخيرًا تستطيع تقنيات الذكاء الاصطناعي ترجمة النصوص إلى لغات متعددة بسرعة فائقة ودقة عالية، وتعتمد هذه الخاصية على تقنية تعلم الآلة، التي تحلل النصوص وتستخلص السياق العام للنص والمعاني الضمنية به، ثم تترجم النص بناءً على البيانات المخزونة به.
الفكرة من كتاب الأخبار في عصر الآلة: كيف يشكل الذكاء الاصطناعي مستقبل الصحافة الإلكترونية؟
تعود بداية ظهور الصحافة الإلكترونية إلى أواخر الثمانينيات، بعد تطوير الشبكة العالمية WWW، ومع دخول الألفية الجديدة توجهت الصحف نحو الويب لنشر محتواها، ثم شهدت تغييرات جذرية مع ظهور المواقع الإخبارية على الإنترنت، ودخول الصحافة والإعلام عالم وسائل التواصل الاجتماعي. أدى هذا التطور الهائل إلى انتشار المعلومات بسرعة هائلة، وحصول القراء على الأخبار والتحديثات المستمرة في أي زمانٍ ومكان، كما أصبح في مقدورهم التفاعل مع المحتوى الصحفي من خلال التعليقات والمشاركة، وتبادل النقاشات والآراء مع الآخرين، وقد صاحب ذلك التطور ظهور عديد من التحديات، كانتهاك الخصوصية، وانتشار المعلومات الزائفة، والهيمنة الثقافية، والفقاعات المعلوماتية.
لذا يناقش الكتاب هذه التحديات، ويحاول إيجاد حلول مناسبة لها، كما يتناول أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في مجال الصحافة، خصوصًا عند جمع البيانات وتحليلها، كما يتطرق إلى أخلاقيات مهنة الصحافة وأهميتها في العصر الرقمي الذي نعيشه الآن.
مؤلف كتاب الأخبار في عصر الآلة: كيف يشكل الذكاء الاصطناعي مستقبل الصحافة الإلكترونية؟
الدكتور خَالِد مُحمَّد غَازِي: حصل على الدكتوراه في الإعلام عام ٢٠٠٩، وهو كاتب وصحفي مصري، ورئيس تحرير وكالة الصحافة العربية، ورئيس تحرير جريدة صوت البلد الأسبوعية المستقلة، وحاصل على جائزة الدولة للإبداع عام 1996، من مؤلفاته:
صناعة الكذب: كيف نفهم الإعلام البديل.
ما بعد العولمة، صناعة الإعلام وتحول السلطة.
عقول خفية.. استراتيجيات الإعلام والحرب النفسية.