الذكاء الاصطناعي الطبي
الذكاء الاصطناعي الطبي
يحتل الطب قمة المجالات الحياتية التي عُنِيَ بها الذكاء الاصطناعي منذ طليعته، إذ صُمِّمَ أول برامجه على هيئة سجلات للمرضى، لتسهيل عملية الإدارة وترتيب المعلومات المجمعة عن كل مريض، ثم بعد ذلك تطورت البرامج لتقوم بمساعدات أولية في التشخيص الطبي، إلا أنها واجهت بعض المشكلات التي أمكن التغلب عليها من خلال:
الطرائق الرياضية | Mathematical Methods التي تصف الحالة حسب وجود أو غياب مجموعة من الأعراض المعينة المسجلة لديها مسبقًا، أو باستخدام شجرات القرار الخوارزمية، التي تمثل كل عقدة منها سؤالًا تساعد إجابته على الوصول إلى التشخيص، ولكن وُجِدَت نسبة من الخطأ في هذه الطريقة لعدم وضوح الأعراض في كثير من الحالات، بالإضافة إلى صعوبة تعديل الشجرة عند حدوث تغيرات إكلينيكية للمريض.
اتجه الأطباء بعد ذلك إلى استخدام الطريقة البيئية | Bayesim التي تتمكن من قياس احتمالية إصابة الفرد بمرض معين، عن طريق ملاحظة الأعراض المتكررة عليه ومقارنتها نسبيًّا بالأعراض الأخرى، ولكنها واجهت شيئًا من القصور في الدقة، بسبب كثرة عدد الاحتمالات المشروطة، وعدم سلامة فرضية نفي الأمراض بعضها بعضًا، لأنه لا مانع في الواقع من وجودها مجتمعة، وفي ما بعد لجأ العلماء إلى استحداث طرائق وسطية بين الرياضيات والذكاء الاصطناعي، تفيد في تسجيل التطورات الإكلينيكية لعدد كبير من الحالات وعبر فترات زمنية طويلة، كان أشهرها برنامج ARAMIS لصاحبه جون فريز.
أما آخر المستجدات في البرمجيات الطبية فكانت الأنظمة الخبيرة، التي استخدمت على نطاق واسع بسبب كفاءتها، من أمثلتها: مايسين | MYCIN المستخدم لتشخيص الأمراض المعدية خصوصًا عدوى الدم والسائل السحائي، وبرنامج المرض الحالي | PIP المستخدم لتشخيص أمراض الكلى، وبرنامج INTERNIST\CADUCEUS المستخدم في تشخيص الأمراض الباطنية، وبرنامج VM المستخدم لرصد الملاحظات الكمية للمريض في وحدة العناية المركزة، وشبكات الترابطات السببية | Casnet-expel المستخدمة لتشخيص الجلوكوما.
الفكرة من كتاب الذكاء الاصطناعي.. واقعه ومستقبله
يبذل العلماء مؤخرًا قصارى جهدهم في العمل على راحة الإنسان وادخار جهده ووقته، ويحاولون تسخير علمهم لتخفيف الأعباء العملية عنه، فيُبرمجون كل مهمة ممكنة ليؤديها جهاز لوحي أو حاسوب أو آلة، وما زال هذا الأمر غامضًا ومعقدًا لدى البعض، وما زالوا عاجزين عن استيعاب كيف لقطعة من المعدن أن تُجري مثلًا عملية حسابية أو تكتب نصًّا أو ترسم صورة.
نعم، الأمر فعلًا معقد ولكنه ليس بالمحال، هنا نفسر السبب ليبطل العجب، ونبسط آلية العمل والفكرة والوسيلة المتخذة للوصول بسلاسة إلى الغاية.
مؤلف كتاب الذكاء الاصطناعي.. واقعه ومستقبله
آلان بونيه: كاتب ورجل أعمال فرنسي الأصل، وُلِدَ في باريس في 1945م، عمل أستاذًا في Télécom Paris، وفي عام 1984م أسس مع جان ميشيل ترونج | Jean-Michel Truong، وجان بول هاتون | Jean-Paul Haton شركة Cognitech، وهي أول شركة أوربية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، ومن أبرز أعماله:
Expert Systems: Principles and Practice.
معلومات عن المترجم:
د. علي صبري فرغلي: من مواليد الإسكندرية عام 1938م، حصل على دكتوراه الفلسفة في علم اللغة من جامعة تكساس بأوستن بالولايات المتحدة عام 1981م، كما عمل في مؤسسة “أومنيترانس” للترجمة الآلية بكاليفورنيا بـالـولايـات المتحدة الأمريكية من 1983م حتى نهاية 1984م، وشغل منصب مدير مساعد للشؤون الأكاديمية بمركز اللغات بالكويت، ثم عمل مدرسًا لعلم اللغة بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة الكويت حتى عام 1989م، له أبحاث عديدة باللغتين العربية والإنجليزية في مجالات: الذكاء الاصطناعي، والترجمة الآلية، وتدريس اللغات باستخدام الحاسوب.