الذكاء
حتى لا نقع في ما نخشاه، يجب أن نرجع إلى الخلف لنفهم ما الذكاء..
كان أول مفهوم للذكاء في العصر الإغريقي مع أرسطو، فالتفكير الفعّال هو طريقة الاستدلال المنطقي التي تصل بالفرد إلى النتائج الصحيحة المبنية على مقدمات صحيحة، لكن لا يأخذ هذا المفهوم الارتياب وعدم اليقين في الاعتبار.
تطور الأمر في القرن العشرين ليظهر مفهوم جديد للذكاء، فالكِيان يعد عقلانيًّا إذا تصرف بشكل يَزيد من المنفعة المتوقعة إلى أقصى حد.
تطور الذكاء الاصطناعي مع تطور مفهوم الذكاء، واستطعنا أن نضع مفهومًا لذكاء أي كِيان أو آلة، فالكِيان يعد ذكيًّا إذا كانت أفعاله يُتوقَّع منها أن تحقق غايتها، مع أخذ الإدراك في الاعتبار.
وفي الثمانينيات تغير مفهوم الذكاء قليلًا وتوصلنا إلى أن التفكير المنطقي وحده لا يكفي، ودخل للمجال التفكير المنطقي غير المؤكَّد الذي يستند إلى نظرية الاحتمالات والمنفعة.
ومع هذا التطور في مفهوم الذكاء أمكننا نقلُ الغايات التي نودها إلى الآلة في صورة هدف ومن ثم تُحققه الآلة، ولكن هنا تظهر مشكلة، إذا كان الهدف خطأً فستدخل الآلة في تحليل مليارات الاحتمالات دون توقف، ومشكلة أخرى هي عدم اليقين، أي أنه لا يُمكننا وصف الهدف بدقّة ليُمكن تحقيقه، ولا يكفي للآلة التفكير المنطقي لأجل تحقيق أهدافنا، ويمكن حل تلك المشكلة ببناء آلات لا تعتمد في تصرفاتها على اليقين بل على ما هو أفضل، وذلك من خلال دالة المنفعة والاحتمالات.
الفكرة من كتاب ذكاء اصطناعي متوافق مع البشر: حتى لا تفرض الآلات سيطرتها على العالم
في منتصف القرن الفائت حاولنا تقليد الذكاء البشري ومضاهاته وصنع آلات تماثله، والآن، أصبح الذكاء الاصطناعي والآلات الذكية مظهرًا من مظاهر حضارتنا الصناعية، وكل الشركات في وقتنا الحالي تسعى إلى السيطرة على هذا المجال. سيهيمن هذا المجال على مستقبلنا بكل تأكيد، وسيتخطى الذكاءُ الاصطناعي مقدرةَ البشر، وهناك احتمال أن يتحكم في اختياراتنا وقراراتنا، فماذا سنفعل إذا حدث هذا في المستقبل؟
من الممكن أن يكون هذا الحدث هو آخر الأحداث البشرية، ومعه ستُمحى الحضارة التي استمرت لآلاف السنين، لذا يجب أن نخطط حتى لا تحدث السيطرة من قِبل الآلات، ونحتاج في هذا التخطيط إلى الإجابة عن جملة من الأسئلة وهي: ما الذكاء؟ وما المشكلات التي ستنجم عن غرس الذكاء في الآلات؟ وماذا يمكننا أن نفعل لتجنب تلك المشكلات؟
يجيب الكتاب عن هذه الأسئلة، ويقدم إلينا طريقة جديدة للنظر إلى الذكاء الاصطناعي، حتى تبقى الآلات في خدمة البشرية.
مؤلف كتاب ذكاء اصطناعي متوافق مع البشر: حتى لا تفرض الآلات سيطرتها على العالم
ستيوارت راسل : أستاذ علوم الكمبيوتر والهندسة بجامعة كاليفورنيا، عمل في منصب نائب رئيس مجلس الذكاء الاصطناعي وعلم الروبوتات الذي يتبع المنتدى الاقتصادي العالمي، وعمل في الأمم المتحدة مستشارًا للحد من التسلح.
من مؤلفاته:
الذكاء الاصطناعي: مقاربة حديثة.
معلومات عن المترجم:
مصطفى محمد فؤاد: تخرج في جامعة عين شمس في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن، وعمل في “دار الفاروق للاستثمارات الثقافية” ووصل فيها إلى منصب نائب رئيس الترجمة، وهو الآن مراجع أول لدى “مؤسسة هنداوي”.
أسامة إسماعيل عبد العليم: تخرج في جامعة الأزهر كلية اللغات والترجمة، وعمل مترجمًا لدى شركة “المسافر” التي تتبع مجموعة “سيرا”، وانتقل بعد ذلك إلى شركة “نجوى”، وعمل مترجمًا فوريًّا مع عديد من الجهات والمنظمات الدولية والمحلية، وهو حاليًّا مترجم أول لدى “مؤسسة هنداوي”.